إسرائيل - حادث جنين
أبرزهم «السفير المصري».. 17 دولة تدرس فرض عقوبات على إسرائيل
في حادثة وصفت بأنها "خطيرة وغير مبررة"، استهدف جنود الاحتلال الإسرائيلي وفدًا دبلوماسيًا مصريًا كان في زيارة رسمية إلى مخيم جنين بالضفة الغربية، اليوم الأربعاء 21 مايو 2025. الحادث وقع عندما أطلق الجنود الإسرائيليون طلقات تحذيرية على الوفد الذي كان يضم السفير المصري في رام الله، في زيارة تم تنسيقها بشكل رسمي مع وزارة الخارجية الفلسطينية.
إدانات عربية ودولية قوية
أدانت وزارة الخارجية المصرية الحادث بأشد العبارات، وأعربت عن رفضها المطلق لهذا الهجوم الذي اعتبرته مخالفًا لكافة الأعراف الدبلوماسية. في بيان رسمي صادر عن الوزارة، طالبت مصر الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات الواقعة التي تعكس تصعيدًا غير مقبول.
بدورها، الأردن أعربت عن استنكارها الشديد لهذا الحادث، معتبرةً إياه انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مخالفًا لجميع الأعراف الدبلوماسية، في وقت شهدت فيه العواصم العربية موجة من الإدانات، حيث وصف الحادث بأنه "تصعيد غير مبرر".
المجتمع الدولي يطالب بتحقيق شفاف
على الصعيد الدولي، تصاعدت الإدانات من مختلف الدول والمنظمات الحقوقية، حيث طالب العديد من الحكومات والمنظمات الدولية بإجراء تحقيقات شفافة ومحاكمة المسؤولين عن الحادث، الذي وصفه البعض بـ"الخطير". وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ، ودعت إلى احترام الحصانة الدبلوماسية وحقوق السلك الدبلوماسي، وفقًا للمواثيق الدولية.
دول العالم تُدين إسرائيل وتستدعي السفراء الإسرائيليون
في أول تعليق أوروبي رسمي، دعت كايا كلاس، كبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، السلطات الإسرائيلية إلى فتح تحقيق فوري في الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه. وخلال مؤتمر صحفي مشترك بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، قالت كلاس ردًا على سؤال بشأن الواقعة: "ندعو إسرائيل بشدة للتحقيق في هذا الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه".
وأكدت كلاس أن "أي تهديدات لحياة الدبلوماسيين غير مقبولة على الإطلاق"، مشيرة إلى أن إسرائيل طرف موقّع على اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، والتي تُلزم الدول بتوفير الحماية والأمن الكاملين لجميع الدبلوماسيين الأجانب الموجودين على أراضيها أو في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وفي وقت لاحق، كانت إيطاليا أولى الدول التي استدعت السفير الإسرائيلي، إذ أعلن وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجاني، أنه أصدر تعليمات لوزارة الخارجية الإيطالية لاستدعاء السفير الإسرائيلي، بهدف الحصول على توضيحات رسمية حول الحادثة. وشدد تاجاني على ضرورة تقديم تفسير واضح ومفصل لما وقع في جنين، مؤكدًا على أهمية الكشف عن تفاصيل الحادث لضمان استيضاح الموقف بشكل كامل.
وفي أعقاب الاستدعاء الإيطالي في روما، استدعت فرنسا سفير إسرائيل لديها يوش زاركا، للتوبيخ على خلفية حادث إطلاق النار الذي وصفته بأنه “غير مقبول”، صرح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بأن الاستدعاء بهدف توضيح ملابسات الحادث، معربًا عن دعم فرنسا الكامل لدبلوماسييها ولعملهم المتميز في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
إدانات عالمية لإسرائيل و17 دولة تدرس فرض العقوبات
في أعقاب الحادث - الذي سبق واعتذر عنه الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي - وصفت وزيرة الخارجية الفنلندية ما حدث بأنه "خطير ويستحق الإدانة"، مؤكدة دعم بلادها لتحقيق دولي في الواقعة.
أما الخارجية الألمانية، فقد نددت بما وصفته بـ"إطلاق النار دون مبرر على الوفد الدبلوماسي"، وطالبت إسرائيل بتوضيحات عاجلة.
وفي أنقرة، أصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً شديد اللهجة، أدانت فيه "بأقسى العبارات إطلاق النار على الدبلوماسيين، بينهم دبلوماسيون أتراك"، مشيرة إلى أن "الاعتداءات على الدبلوماسيين تشكل تجاوزاً غير مقبول لكل الأعراف الدولية". كما أعربت إسبانيا،عن استيائها من الحادث، حيث أدانت مدريد الاعتداء بشكل مباشر.
وفي بروكسل، قال نائب رئيس الوزراء البلجيكي إن 17 دولة أوروبية تبحث حالياً فرض عقوبات على إسرائيل، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي بأكمله يدين الحادث ويعتبره تطوراً خطيراً يهدد سلامة البعثات الدبلوماسية ويقوض الجهود الدولية لاحتواء التوتر في الأراضي الفلسطينية.
ومن المتوقع أن يتم طرح القضية في جلسة طارئة بمجلس الأمن خلال الأيام المقبلة، وسط دعوات لفتح تحقيق مستقل وتوفير حماية أممية للبعثات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية.
اعتذار الجيش الإسرائيلي عن حادث جنين
في أعقاب الحادث بجنين، اعتذر الجيش الإسرائيلي عن إطلاق جنوده طلقات تحذيرية في الهواء أثناء زيارة وفد دبلوماسي أجنبي إلى مدينة جنين شمال الضفة الغربية في وقت سابق من اليوم، وفقًا لما نقلته القناة 13 العبرية.
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيانه ، إلى أن الحادثة وقعت نتيجة انحراف الوفد عن المسار المتفق عليه مسبقًا مع الجيش، موضحًا في بيان رسمي، إن "أعضاء الوفد حصلوا عند تنسيق الدخول إلى جنين على مسار معتمد، وتلقوا تعليمات صارمة بضرورة الالتزام به، نظرًا لكون المنطقة منطقة قتال نشطة".
وأضاف أن الوفد "انحرف عن المسار المحدد، ودخل إلى منطقة غير مصرح له بالتواجد فيها"، الأمر الذي دفع القوات الإسرائيلية المتمركزة في تلك النقطة إلى إطلاق طلقات تحذيرية في الهواء بعد أن اشتبهت في هوية المجموعة، دون أن تسفر العملية عن أي إصابات أو أضرار.
