عاجل

هل ارتدى مؤسس ويكيليكس قميصًا يحمل أسماء 5 آلاف طفل فلسطيني؟

مؤسس ويكيليكس
مؤسس ويكيليكس

في خضم تصاعد التفاعل العالمي مع مأساة غزة، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي ومستخدمو الإنترنت مؤخرًا صورة يظهر مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج مرتديًا قميصًا يحمل أسماء 5 آلاف طفل فلسطيني قُتلوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب الأخيرة.

 الصورة انتشرت بسرعة، وحظيت بتعليقات داعمة وأخرى مشككة، مما أثار تساؤلات حول مصداقية هذا الظهور.

 لا أدلة موثوقة على ارتداء مؤسس ويكيليكس لهذا القميص

حتى تاريخ كتابة هذا التقرير، لم تُنشر أي صورة رسمية أو تقرير صحفي موثوق من وسائل إعلام عالمية يؤكد أن مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج ظهر في مناسبة عامة وهو يرتدي القميص المذكور. منذ الإفراج عنه في يونيو 2024 ضمن صفقة قضائية مع السلطات الأمريكية، نادراً ما ظهر أسانج علنًا، ولم يُسجل له نشاط مباشر أو خطابي يتصل بالقضية الفلسطينية أو الحرب في غزة.

والد مؤسس ويكيليكس يدعم غزة علنًا

في المقابل، عبّر جون شيبتون، والد جوليان أسانج، مؤسس ويكيليكس عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني بشكل واضح. ففي أغسطس 2024، شارك شيبتون في فعالية “اليوم الدولي للتضامن مع غزة والأسرى” التي أُقيمت على درجات برلمان ولاية فيكتوريا بأستراليا. خلال كلمته، دان بشدة الجرائم المرتكبة بحق الأطفال في غزة، ووصفها بأنها “أفعال لا تُغتفر”، مؤكدًا على مسؤولية المجتمع الدولي في وضع حد للمجازر.

فنانون وناشطون يستخدمون الأسماء كأداة مقاومة

في مبادرات مشابهة، اختارت مؤسسات حقوقية وفنية تخليد أسماء الأطفال الشهداء بطريقة رمزية. ففي مدينة روتردام الهولندية، عرضت مؤسسة "ازرع شجرة زيتون" أكثر من 16,000 زوج من الأحذية الصغيرة في ساحة عامة، مرفقة بأسماء وأعمار الأطفال الذين قُتلوا. الفعالية لاقت تفاعلًا كبيرًا، وهدفت لتجسيد الخسائر البشرية المؤلمة التي يعانيها المدنيون الفلسطينيون.

تأثير الشائعات على وعي الجمهور

تُبرز هذه الحالة كيف يمكن للمحتوى العاطفي والرمزي، مثل صورة قميص يحمل أسماء ضحايا، أن يؤثر بعمق في وعي الجمهور، حتى وإن لم يكن مؤكدًا. انتشار مثل هذه الصور، سواء كانت حقيقية أم لا، يعكس رغبة قوية لدى الناس حول العالم في التعبير عن التضامن، وأيضًا الحاجة للتحقق من مصادر المعلومات، خاصة في ظل التضليل البصري عبر الإنترنت.

 بين التضامن والواقع الإعلامي

سواء كانت الصورة حقيقية أم مجرد عمل رمزي من مؤسس ويكيليكس أحد الداعمين، فإن ما لا يمكن تجاهله هو حجم الألم الذي يعانيه سكان غزة، خصوصًا الأطفال. ومع استمرار الحصار والحرب، يبقى تسليط الضوء على الضحايا الأبرياء ضرورة إنسانية قبل أن تكون سياسية. في النهاية، تظل المعلومة الموثوقة هي السلاح الأهم في معركة الوعي.

تم نسخ الرابط