أحكام الطهارة والوضوء لأصحاب الأطراف الصناعية.. اتبع هذه الخطوات

يُشكّلُ استخدامُ الأطراف الصناعية واقعًا جديدًا يُثيرُ بعضَ التساؤلاتِ حولَ أحكام الطهارة. فبينما يُوجِبُ الإسلامُ الطهارةَ شرطًا لصحةِ العباداتِ، فإنَّ التعليماتِ الشرعيةَ تُراعي ظروفَ المُكلّفينَ وتُيسّرُ عليهمِ أداءَ فرائضِهمِ دونَ مشقةٍ أو حرجٍ، مُمكِّنًا إياهم من العيشِ حياةٍ طبيعيةٍ مُقاربةٍ قدر الإمكان.
لكنَّ هذا التطورَ يُثيرُ تساؤلاتٍ شرعيةً هامّةً، خاصةً فيما يتعلقُ بأحكام الطهارة (الوضوءِ والغُسلِ)، فكيفَ يُؤدّي الذي يستخدمُ أطراف صناعية هذه الفرائضَ الشرعيةَ؟ يُناقشُ الآراءَ الفقهيةَ المُعتمدةَ في هذا الشأن، مُستندًا إلى المصدر الشرعيةِ، مُحاولًا التوفيقَ بينَ التيسيرِ الذي أرادهُ الإسلامُ وبينَ الكمالِ في أداءِ الفرائضِ، ليُجيبَ على هذه التساؤلاتِ بِشكلٍ واضحٍ ومُبَسَّطٍ.
ومن جانبه أوضح فضيلة المفتي الدكتور نظير محمد عياد، مفتى الجمهورية، كيفية الطهارة لمن بُترت بعض أطرافه وركّب الأطراف الصناعية.
أحكام الوضوء مع الأطراف الصناعية
وقال فضيلة مفتي الجمهورية إنه يُعتمدُ في أحكامِ الوضوءِ معَ الأطرافِ الصناعيةِ على مبدأِ إيصالِ الماءِ إلى محلِّ الفرضِ. فإذا كانَ الطرفُ الصناعيُّ يُغطي محلَّ الفرضِ كاملًا، كاليدِ مثلًا، فلا يُلزَمُ نزعُهُ، ويكفي إيصالُ الماءِ إلى ما يُمكنُ إيصالهُ من الجسمِ. أما إذا كانَ يُغطي جزءًا من محلِّ الفرضِ، فإن أمكنَ نزعُهُ بسهولةٍ دونِ مشقةٍ أو ضررٍ، فذلكَ أفضلُ، وإلاَّ فإيصالُ الماءِ إلى ما يُمكنُ إيصالهُ من الجزءِ الظاهرِ، معَ إمرارِ الماءِ على الطرفِ الصناعيِّ لإزالةِ الحائلِ بينَ الماءِ والبشرةِ كما هو الحالُ في الجِبيرةِ. وإن تعذّرَ ذلكُ كُلُّهُ، فلا يُلزَمُ شيءٌ في هذا الموضعِ لِتعذّرِهِ.
أحكام الغسل مع الأطراف الصناعية
يُشترطُ في الغُسلِ تعميمُ الجسمِ بالماءِ. فإن استطاعَ الشخصُ إزالةَ الأطرافِ الصناعيةِ وغسلَ جميعِ أجزاءِ جسمهِ، فعليهِ ذلك. وإن تعذّرَ ذلكُ لِسببٍ ما، فليفعلِ ما يستطيعُ من إزالةِ الحائلِ وإيصالِ الماءِ إلى أجزاءِ جسمهِ، معَ التسهيلِ وعدمِ التشدّدِ. ويكفي ما أمكنَ إيصالهُ من الماءِ إلى أجزاءِ الجسمِ الأخرى.
أن أهميةِ التوفيقِ بينَ التيسيرِ والكمالِ في أحكامِ الطهارةِ لمن يستخدمُ أطرافًا صناعيةً. فالشريعةُ الإسلاميةُ تُراعي ظروفَ المُكلّفينَ وتُيسّرُ عليهمِ أداءَ فرائضِهمِ دونَ مشقةٍ أو حرجٍ، معَ الالتزامِ بأحكامِ الطهارةِ قدرَ الإمكانِ.