عاجل

كيف بدأت ومتى تنتهي؟ قصة العرض المغري لـ إمام عاشور

إمام عاشور
إمام عاشور

في منتصف موسم متقلب بالدوري المصري، وبينما كان الأهلي يسعى لاستعادة بريقه المحلي والقاري ، خرج اسم إمام عاشور كالسهم من كنانة النجوم ، ليحجز لنفسه مقعدًا في الصف الأول ، ليس فقط داخل التشكيلة الحمراء، بل في قلوب الجماهير، وصفحات التحليل، ومكاتب وكلاء اللاعبين.

خطف عاشور الأنظار بطريقة لا تقبل الجدل ، بلعبه القوي، ورتمه المتزن، واندفاعه الذي لا يخلو من ذكاء ،  بات قطعة لا غنى عنها في خط الوسط، ومفتاحًا مهمًا في مشروع الأهلي الجديد ، أهدافه كانت نادرة، لكنها حاسمة ، لم يكن يسجل كثيرًا، لكنه كان يصنع الفارق دائمًا.

وبينما كانت الجماهير تردد اسمه بحماس، وتضع صورته خلفيات لهواتفها، كان نادٍ سعودي اسمه "نيوم" يراقب في صمت… ثم قرر أن يتكلم.

العرض: 400 مليون جنيه تطرق الأبواب

نيوم، النادي الصاعد حديثًا لدوري روشن السعودي، والذي يسعى لصناعة اسم في سماء الكرة العربية، فتح خزائنه، ووجّه بوصلته نحو القاهرة. ووفقًا لمصادر موثوقة، كان العرض الذي وصل إلى الأهلي ضخمًا: 8 ملايين دولار، أي قرابة 400 مليون جنيه مصري.

عرض لا يُرفض على الورق. 85% منه يُدفع "كاش"، والباقي يُقسط بشروط مريحة ، صفقة مغرية لأي نادٍ ، بل ومثالية لأي لاعب.

تحرك الأهلي: "مش للبيع"

ما إن علمت إدارة الكرة الحمراء بتفاصيل العرض، حتى دقّت أجراس الاستنفار في الجزيرة. الخطيب، المعروف بهدوئه، كان واضحًا هذه المرة: "إمام مش للبيع".

قرر الأهلي أن يخوض معركة الحفاظ على لاعبه بأوراق مختلفة ، لا نية للاستغناء، ولا مجال للنقاش. بل تحرك فعلي لتأمين اللاعب نفسيًا وماليًا، وقطع الطريق أمام أي مزايدات خارجية.

فورًا، جرى التواصل مع إمام، وجرى إبلاغه بأن النادي سيعدل عقده ويرفع راتبه السنوي من 15 مليون جنيه إلى ما يقرب من 40 مليونًا، خطوة وضعت اللاعب ضمن الفئة الأولى داخل الفريق، ليس فقط من حيث الأجر، بل من حيث المكانة.

حرب الأعصاب

العرض السعودي لم يكن مجرّد رقم، كان اختبارًا حقيقيًا لطموحات اللاعب وموقفه. فالمغريات كانت كثيرة: راتب ضخم، دوري متطور، مشروع جديد، وربما حياة أكثر رفاهية.

لكن الأهلي لم يترك عاشور وحده في وجه العاصفة. أرسل له رسالة واضحة: "أنت جزء من مستقبلنا… لا نريدك أن ترحل".

في المقابل ، كانت الضغوط تزدادن الحديث في وسائل الإعلام ، الاتصالات من الوكلاء، وأحاديث الكواليس ، كل ذلك كان كفيلًا بجعل أي لاعب يُفكر، ولكن عاشور، على عكس المتوقع، اختار أن يُفكر بصوتٍ عالٍ أمام الملايين.

وعد أمام الكاميرات

في حلقة مثيرة من برنامج «رامز إيلون مصر»، جلس إمام عاشور أمام الكاميرات، وبجانبه رامز جلال يسخر ويمزح، وبين موجات الضحك، جاء التصريح الذي أنهى الجدل.

قالها عاشور دون تردد: "أتعهد أنا إمام عاشور بعدم ترك الأهلي مهما حدث."

كانت هذه الجملة بمثابة إعلان ولاء، أكثر من كونها نفيًا للرحيل ، ومنذ تلك اللحظة، تغيرت نغمة الحكاية.

النهاية: قرار البقاء

لم تتأخر إدارة الأهلي في تنفيذ وعودها. خلال أيام، جرى تعديل عقد عاشور رسميًا، وجرى إدراجه ضمن الفئة الأولى في سلم الرواتب، ليحصل على التقدير الذي يستحقه. ليس فقط ماليًا، بل معنويًا أيضًا.

وهكذا، تنته القصة التي بدأت ببريق لافت على أرضية الملعب، ثم وصلت ذروتها بعرض خليجي "لا يُرفض"، قبل أن تحسمها كلمة صدرت من القلب، ورد قوي من نادٍ لا يفرّط في أولاده.

تم نسخ الرابط