«لى يومين مكلتش».. انهيار مسن فلسطيني بسبب الجوع بغزة

انهار مسن فلسطيني من البكاء بسبب جوعه الذي يعاني منه منذ فقدانه لأولاده في الحرب على غزة، وعندما سأله المراسل عن آخر وقت قد أكل فيه، قال المسن منذ يومين وهذا اليوم الثالث ولم أكل أي شيء وعند السؤال عن أولاده قال ماتوا في الاشتباك.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم استئناف المساعدات إلى قطاع غزة، بعد فترة من الحصار الشامل استمرّت لأكثر من عشرة أسابيع ، هذا الإعلان جاء بعد ضغوط من حلفاء إسرائيل الدوليين الذين أعربوا عن قلقهم حيال الوضع الإنساني المتدهور في غزة، وهو ما دفع نتنياهو إلى اتخاذ هذا القرار، الذي وصفه بالـ "ضروري".
وفي بيان مصور نُشر على حسابه الرسمي، قال نتنياهو: "حلفاؤنا عبروا عن قلقهم الشديد بشأن الوضع في غزة، وأكدوا أن إسرائيل لن تتمكن من الاستمرار في الحصول على الدعم الدولي إذا استمر الوضع على ما هو عليه".
وأضاف أنه في إطار هذه الضغوط، قررت الحكومة الإسرائيلية السماح بدخول كميات "أساسية" من المواد الغذائية إلى القطاع.
لكن العديد من المحللين والخبراء يرون أن هذا القرار جاء نتيجة لاعتبارات سياسية أكثر من كونه استجابة حقيقية للمأساة الإنسانية.
حيث أكد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، لـ "نيوز رووم" أن تصريحات نتنياهو حول استئناف المساعدات هي في الواقع "تمثيلية سياسية" تهدف إلى تخفيف الضغوط الدولية، حيث تقتصر المساعدات على عدد ضئيل من الشاحنات التي لا تفي بحاجات غزة المتزايدة.
تدمير البنية التحتية
وأشار سلامة إلى أن إسرائيل تواصل عمليتها العسكرية في غزة بشكل موسع، في الوقت الذي تحاول فيه من خلال التصريحات والقرارات إظهار نفسها في موقف المتعاون مع المجتمع الدولي، في حين أنها تساهم في تدمير البنية التحتية للقطاع وتحويله إلى بقعة غير صالحة للحياة.
وأضاف: "هذه المساعدات هي مجرد محاولة للتهدئة، في ظل استراتيجيات أوسع تهدف إلى الضغط على الفلسطينيين من أجل القبول بالتهجير القسري".
الضغوط على إسرائيل
من جانب آخر، أشار الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إلى أن الضغوط على إسرائيل ليست كافية لوقف العدوان على غزة أو لإدخال مساعدات بشكل مناسب.
وقال في تصريحات لـ "نيوز رووم": "الضغوط الأمريكية، رغم قوتها، لم تؤثر بشكل كافٍ على إسرائيل، بينما يستمر الحصار والمعاناة في غزة. ومن الواضح أن المساعدات المحدودة التي سُمح بدخولها هي مجرد جزء ضئيل مما هو مطلوب لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني".
وفي سياق المساعدات، كشفت مصادر إسرائيلية أن المساعدات ستدخل عبر القنوات السابقة، فيما يجري الحديث عن آلية توزيع جديدة قد تحدّ من تأثير هذه المساعدات بسبب القيود المفروضة على المستفيدين منها.
من الجدير بالذكر أن العديد من المنظمات الدولية قد طالبت إسرائيل بإنهاء الحصار فورًا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون أية شروط أو قيود، ولكن، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، يبقى الوضع الإنساني في القطاع على شفا كارثة محققة.
إسرائيل إذن توافق على استئناف المساعدات إلى غزة، لكن السؤال يبقى: هل سيؤدي ذلك إلى تغيير حقيقي في الوضع الإنساني، أم أنه مجرد خطوة أخرى في مسلسل المراوغة السياسية؟