في اليوم العالمي للشاي: طقوس الشعوب تحكي قصصاً نادرة

يحتفل العالم في 21 مايو من كل عام باليوم العالمي للشاي، احتفالًا بمشروب تجاوز كونه مجرد تقليد يومي ليُصبح رمزًا ثقافيًا وصناعيًا واجتماعيًا في العديد من الدول، وقد أقرّت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا اليوم رسميًا في 19 ديسمبر 2019، بهدف تعزيز الوعي بأهمية إنتاج الشاي واستهلاكه بشكل مستدام، خاصة في ظل التغيرات المناخية والاقتصادية العالمية.
اليوم العالمي للشاي
تُعد صناعة الشاي من أكثر القطاعات التي تعتمد على النساء، حيث تُشكل الإناث ما بين 50 إلى 60% من اليد العاملة في مزارع الشاي، خصوصًا في الدول المنتجة مثل الهند، كينيا، سريلانكا، وبنغلاديش، ويُبرز اليوم العالمي للشاي الدور المحوري الذي تلعبه المرأة في هذه الصناعة، وسط تحديات اقتصادية ومناخية متزايدة.

تغير المناخ يهدد الإنتاج والدخل
زراعة الشاي تتطلب ظروفًا مناخية دقيقة، إلا أن التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وتغير أنماط الأمطار وزيادة الفيضانات والجفاف، تؤثر بشكل مباشر على كمية وجودة الإنتاج، هذه العوامل تُهدد بدورها دخل ملايين الأسر التي تعتمد على زراعة وإنتاج الشاي كمصدر رئيسي للعيش.
فوائد صحية للشاي
يحتوي الشاي على مضادات أكسدة ومركبات مضادة للالتهابات، مما يجعله مفيدًا للصحة العامة، خاصة في دعم المناعة وتقليل التوتر، ومع ذلك، يُحذر الخبراء من الإفراط في تناوله، إذ قد يؤدي إلى آثار جانبية تشمل الصداع، الأرق، الغثيان، وزيادة القلق.
أبرز الدول المنتجة والمستهلكة للشاي عالميًا
تتصدر الصين، الهند، كينيا، وسريلانكا قائمة أكبر منتجي الشاي عالميًا، بينما تُعد تركيا والمغرب والمملكة المتحدة من بين أكثر الدول استهلاكًا له، وفقًا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة (FAO) وبيانات الصناعة.
الفراعنة لم يعرفوا الشاي لكنهم استخدموا بدائل عشبية
رغم أن الشاي لم يكن معروفًا لدى المصريين القدماء، فإن الفراعنة استخدموا مشروبات عشبية مشابهة مثل الكركديه والنعناع لأغراض طبية أو ترفيهية، وهو ما يعكس التقدير المبكر للنباتات الطبيعية ذات الفوائد الصحية.

طقوس تحضير الشاي... من الصين إلى المغرب
تحضير الشاي ليس مجرد عملية غلي وسكب، بل هو طقس اجتماعي وثقافي له خصوصيته في كل بلد:
- في الصين: يُستخدم وعاء "غونغ فو شا" لتحضير الشاي الأخضر أو الأولونغ ضمن طقوس دقيقة.
- في اليابان: طقس "شاي الماتشا" يتم في جلسات رسمية يقودها "معلم الشاي"، ضمن مراسم تعبّر عن التواضع والاحترام للطبيعة.
- في المغرب: الشاي الأخضر بالنعناع يُعد رمزًا للضيافة، ويُقدَّم بثلاث جولات تقليدية من الإبريق الفضي.
- في تركيا: يُحضَّر باستخدام إبريقين ويُقدم في أكواب زجاجية صغيرة تُشرب في جميع الأوقات.
- في بريطانيا: تقليد "شاي العصر" يجمع بين الشاي والمخبوزات الفاخرة في طقس يعود للقرن التاسع عشر.
- في روسيا: يُستخدم "السماور" لغلي الشاي وتحضيره بشكل مركّز يُخفف بالماء الساخن حسب الذوق.
الشاي في مصر: "كيف المصريين" ورفيق الجلسات
في مصر، يُعتبر الشاي الأسود مشروبًا يوميًا أساسيًا، ويُستهلك بكثافة سواء مع النعناع أو الحليب.
ويُقدَّم في المنازل والمقاهي كجزء من الضيافة والجلسات الاجتماعية، فيما يُعرف بين المصريين باسم "كيف المصريين"، أما في الصحراء، فيشرب البدو الشاي الثقيل المحلى بكميات كبيرة من السكر كرمز للكرم والضيافة.