عاجل

متى ينتهي وقت الوقوف بعرفة؟.. لجنة الفتوى بالأزهر تجيب

وقت الوقوف بعرفة
وقت الوقوف بعرفة

متى ينتهي وقت الوقوف بعرفة ؟ سؤال بينته لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف من خلال الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، حيث سؤال: ما زمان الوقوف بعرفة؟

وقت الوقوف بعرفة.. ما حكم من أتى عرفات قبل طلوع فجر يوم النحر؟

يوم عرفة يوم يجتمع فيه شرف المكان والزمان، في لحظات إيمانية تعم فيها رحمة الله، وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو يوم يباهي فيه الله -عز وجل- ملائكته بما يصنع أهل عرفة قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة، فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً). 

<span style=وقت الوقوف بعرفة">
وقت الوقوف بعرفة

وفي بيان وقت الوقوف بعرفة ودليله؛ قالت لجنة الفتوى اتفق الفقهاء على ما يلي:

1- إن آخر وقت للوقوف بعرفة ينتهي بطلوع فجر يوم النحر، فمن فاته الوقوف بعرفة حتى طلوع فجر يوم النحر فاته الحج وعليه أن يتحلل بعمل عمرة.

والدليل على ذلك: ما روي عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ يَعْمَرَ الدِّئَلِيَّ، قَالَ: شَهِدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ، وَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ الْحَجُّ؟ قَالَ: « الْحَجُّ عَرَفَةُ، فَمَنْ جَاءَ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ لَيْلَةَ جَمْعٍ فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ». والمقصود بليلة جمع: ليلة المزدلفة وهي ليلة العاشر من ذي الحجة.

وجه الدلالة من هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن من أتى عرفة قبل طلوع فجر يوم النحر أن وقوفه صحيح، وتحديد فجر يوم يوم (جمع) يقتضي أن من وقف بعد هذا لا يعتبر وقوفه.

2- إن من وقف بعرفة ليلاً؛ أجزأه وقوفه.

واختلفوا في مسائل، منها:

- بداية الوقوف المعتبر بعرفة.

- حكم من لم يقف بعرفة ليلا هل يصح حجه أم لا؟

وقت الوقوف بعرفة والنفرة منها 

تقول دار الإفتاء إن وقت الوقوف بعرفة والنفرة منها محل خلاف بين الفقهاء؛ فالأكمل الجمع في الوقوف بين الليل والنهار من بعد الزوال، والخلاف فيما سوى ذلك: فيجوز للحاج الوقوف والدفع من عرفة بعد الفجر وقبل الزوال كما هو رأي الحنابلة وعليه دمٌ، أو الدفع منها قبل الغروب من غير أن يكون عليه دمٌ كما هو قول الشافعية، أو الاكتفاء بالوقوف جزءًا من ليلة النحر، ولا حرج عليه في شيء من ذلك. والمستحب اتباعُ الأنسب للحجاج؛ لأن المحافظة على نفوسهم وأمنهم وسلامتهم من مقاصد الشريعة الكلية العليا.

حكم الوقوف بعرفة والدفع منها قبل الزوال

الجمهور على أن الوقوف بعرفة يبتدئ من الزوال، وأن الوقوف قبل الزوال غير مجزئ، ومَن لم يقف بعد الزوال فقد فاته الحج.

والحنابلة يرون أن مَن وقف ونفر بعد الفجر وقبل الزوال فحجُّه صحيحٌ وعليه دمٌ، واحتجوا بحديث عروة بن مُضَرِّسٍ رضي الله عنه قال: أتَيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم بالمُزدَلِفةِ حينَ خَرَجَ إلى الصَّلاةِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي جِئتُ مِن جَبَلَي طَيِّئٍ، أَكلَلتُ راحِلَتِي وأَتعَبتُ نَفسِي، واللهِ ما تَرَكتُ مِن جَبلٍ إلا وَقَفتُ عليه، فهل لي مِن حَجٍّ؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن شَهِدَ صَلاتَنا هذه ووَقَفَ معنا حتى نَدفَعَ، وقد وَقَفَ بعَرَفةَ قبلَ ذلكَ لَيلًا أو نَهارًا، فقد أَتَمَّ حَجَّه وقَضى تَفَثَه» رواه الإمام أحمد، وصححه الحاكم وقال: [هذا حديث صحيح على شرط كافة أئمة الحديث، وهي قاعدة من قواعد الإسلام] اهـ. من "المستدرك".

<span style=وقت الوقوف بعرفة">
وقت الوقوف بعرفة

الوقوف بعرفة بعد الزوال والدفع منها قبل غروب الشمس

جمهور علماء الأمصار على أن مَن وقف بعرفة بعد الزوال ولو لحظةً، ونفر منها في أي وقت قبل الغروب، فإن وقوفه مجزئ وحجه صحيح. ثم منهم من يوجب عليه دمًا -كالحنفية والحنابلة- بناءً على أن الجمع بين الليل والنهار واجبٌ عندهم في الوقوف بعرفة.

ومنهم مَن لا يوجِبُ عليه شيئًا، وهو الأصح عند الشافعية ومَن وافقهم كالظاهرية، وروايةٌ عن الإمام أحمد؛ بناءً على أن الجمع بين الليل والنهار مستحبٌّ وليس واجبًا.

الوقوف بعرفة جزءا من الليل قبل فجر يوم النحر

من وقف بعرفة جزءًا من الليل قبل فجر يوم النحر ولم يقف شيئًا من نهار يوم عرفة فحجه صحيح بإجماع الفقهاء، إلا أن بعض المالكية يوجب عليه دمًا إذا لم يكن مراهقًا -وهو من ضاق وقتُه حتى خشي فوات الوقوف بعرفة أو كان ذلك بلا عذر-، ولا شك أن خوف الزحام وما فيه من الخطر من النفس والبدن عذرٌ شرعيٌّ صحيح.

أعمال يوم عرفة للحاج

جبل عرفة سهل منبسط محاط بقوس من الجبال، ويسمى هذا الجبل بأسماء مختلفة، مثل جبل عرفة، جبل التوبة، جبل الرحمة، ووُضع على قمة الجبل شاخص يبلغ ارتفاعه 7م، توضع عليه بعض التنبيهات، والصعود عليه ليس من السنن المتعلقة بالحج.

فقد وقف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أسفل الجبل ولم يصعد عليه، وقال حين وقف: (وقفتُ ها هنا، وعرفة كلها موقف)، فلا يستحب للمسلم أن يتعبد الله بصعود الجبل، اقتداء برسول الله -صلى الله عليه وسلم-. وفي الاقتداء برسول الله سلامة للحاج من مفارقة الجماعة الحملة وحر الشمس ووعورة الجبل.

كما أن الوقوف بعرفة لحظات إيمانية لا تتكرر، وعلى الحاج استثمارها - حسبما بينت وزارة الحج السعودية، وذلك بأن:

  1. يصلي الحاج الظهر والعصر جمعاً وقصراً في جماعة بعد الزوال مباشرة، أو بعد الوصول إن حدث بعد الزوال.
  2. يحرص الحاج على البقاء في مخيمه وعدم الخروج إلا لحاجة، فقد يتسبب الخروج في صعوبة العودة للمخيم، بسبب تشابه طرق عرفة.
  3. يستغل وقته، وينوع العبادات، ليبعد عن نفسه الملل، ويتذكر أنها لحظات ستمضي ويبقى الأجر، ومن هذه العبادات تلاوة القرآن والدعاء والتلبية والذكر.
  4. لا يُشرَع للحاج صيام يوم عرفة رغم عظمته، ولكن خيراته وبركاته ينالها المسلمون، ولهذا فقد شرع الله لغير الحاج صيام يوم عرفة وثوابه كفارة للذنوب، قال -صلى الله عليه وسلم-: (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده).
تم نسخ الرابط