في ذكرى رحيل الفنان سمير غانم.. ماذا نفعل بعد وفاة الأب؟

في مثل هذا اليوم من كل عام، تعود ذكري وفاة الفنان سمير غانم إلى السطح مع مشاعر الحزن والحنين لدى الكثيرين ممن فقدوا آباءهم، تمامًا كما يحدث مع الفنانتين دنيا وإيمي سمير غانم في ذكرى رحيل والدهما.
وفي هذا الإطار يصرح لموقع “ نيوز رووم ” الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن وفاة أحد الوالدين يمثل صدمة نفسية كبيرة تُعرف في الطب النفسي باسم "اكتئاب الفقدان"، وهو أحد أشد أنواع الاكتئاب التي قد يمر بها الإنسان.
ويقول د. فرويز: "الاكتئاب الناتج عن وفاة شخص عزيز – سواء كان أبًا أو أمًا أو ابنًا أو حتى صديقًا مقربًا – هو حالة نفسية طبيعية في البداية، ولكنها قد تتحول إلى مرض نفسي حقيقي إذا استمرت لفترة طويلة دون تدخل".
الحزن طبيعي.. لكن لفترة
يشير فرويز إلى أن مشاعر الحزن والانطواء وقلة النوم وضعف الشهية، وحتى الانسحاب من الحياة الاجتماعية، كلها أعراض شائعة عقب وفاة شخص عزيز، ولكننا نقبلها نفسيًا وطبيًا لمدة شهرين إلى شهرين ونصف على الأكثر.
"بعد هذه الفترة، إذا ظلت الأعراض على حالها أو ساءت، فلا بد من مراجعة طبيب نفسي، لأنه في هذه الحالة يكون الحزن قد تجاوز الطبيعي ودخل في إطار اكتئاب الفقدان المرضي"، حسب وصفه.

العلاج يبدأ بالتفريغ العاطفي
يؤكد الدكتور فرويز أن أول خطوة في التعامل مع وفاة شخص عزيزهي السماح بالتعبير عن المشاعر: "لا نقول للمكلوم لا تبكِ، بل العكس تمامًا. ابكِ، عبّر، انفعل، تحدث عن من فقدته، فهذا ضروري لتفريغ الألم."
وينصح من يمرون بهذه التجربة بأهمية العودة إلى العمل، واستعادة الروتين اليومي تدريجيًا، كما يدعو إلى إحياء ذكرى المتوفي من خلال استكمال أعماله الخيرية أو أي نشاط كان يقوم به.
"لو كان الأب مثلًا يدير مشروعًا يعمل فيه آخرون، فمن المهم استكماله، ليس فقط من أجل الذكرى، بل لأن استمرار ما بدأه يمنح الحي معنى ويعطي الراحل صدقة جارية"، يوضح فرويز.
لا تجعل الحزن يجمّلك
يرفض استشاري الطب النفسي فكرة ارتداء الأسود والانعزال التام لفترات طويلة، مؤكدًا أن هذا لا يغيّر من الواقع شيئًا، بل يزيد من مشاعر الحزن واليأس.
ويضيف: "من الضروري أن نكمل دورنا في الحياة، نخرج مع أولادنا، نتحدث إلى الآخرين، ونشارك في الأنشطة اليومية ،هذه ليست خيانة للراحل، بل جزء من التعافي."
ويختتم د. فرويز حديثه قائلًا: "في البداية، من الطبيعي أن نتحدث كثيرًا عن الشخص الذي فقدناه ونستعيد ذكرياته الجميلة، ولكن بعد فترة، لا بد أن ننشغل بالحياة ونبحث عن لحظات جديدة من الفرح، فهذا هو السبيل الوحيد للخروج من دوائر الحزن".