عاجل

السودان على حافة الانقسام..ميثاق الحكومة الموازية يهدد وحدة البلاد واستقرارها

قوات الدعم السريع
قوات الدعم السريع يوقعون ميثاق لتشكيل حكومة سودانية موازية

حذر خبراء من العواقب المحتملة لتوقيع قوات الدعم السريع وبعض القوي السودانية الاخري، ميثاقا سياسيا يضع أسساً لإنشاء حكومة موازية للحكومة السودانية في بورتسودان.

وجاء التوقيع بعد مفاوضات استمرت لنحو خمسة أيام في العاصمة الكينية نيروبي.

 ويمثل هذا الميثاق  بين قوات الدعم السريع (FSR) و 24 منظمة أخرى، بما في ذلك حركة التحرير الشعبية السودانية الشمالية (MPLS-N) التي يقودها عبد العزيز الحلو، تحولاً قد يغير موازين القوى في السودان، ويسمح لها بالسيطرة على أراضٍ استراتيجية.

توسع السيطرة الإقليمية

وتسيطر قوات الدعم السريع تقريبًا علي جميع ولايات دارفور الخمس، ومع إضافة المناطق التي تسيطر عليها حركة عبد العزيز الحلو في كردفان والنيل الأزرق، يصبح التحالف يمتد حالياً ليغطي أكثر من نصف مساحة البلاد. 

وتمتاز هذه المنطقة بوصول حدودي استراتيجي مع: ليبيا، تشاد، جمهورية أفريقيا الوسطى، جنوب السودان وإثيوبيا.

القلق من تقسيم السودان

في ظل هذه المعطيات، أعرب الخبراء عن مخاوفهم من سيناريو مشابه لذلك الذي شهدته ليبيا، حيث تتنافس حكومتان على السلطة في ظل انقسامات جغرافية وسياسية عميقة.

 كما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها حيال صيغ الميثاق الموقع في نيروبي، مشيرة إلى أنه "قد يعزز تفتيت البلاد ويزيد من تعميق الأزمة".

تصريحات وزير الخارجية السوداني

وأكد وزير خارجية السودان، علي يوسف الشريف، أن الحكومة السودانية ترفض رفضًا قاطعًا فكرة الحكومة الموازية، مؤكدًا أن هذه الحكومة "لن تحظى باعتراف أي جهة".

ولفت إلى أن هذه الخطوة تأتي في وقت حساس يعاني فيه السودان من الأزمة، مشددًأ على أن التوصل إلى حل سياسي شامل هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في البلاد.

الأمم المتحدة تعبّر عن قلقها

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه العميق إزاء نية قوات الدعم السريع وحلفائهم تشكيل حكومة موازية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وفي تصريح للمتحدث باسم غوتيريش، ستيفان دوجاريك، قال: "إن هذا التصعيد الإضافي في الصراع بالسودان يزيد من تفكك البلاد ويهدد بتعميق الأزمة بشكل أكبر". 

وأكد دوجاريك أن الحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه يبقى أمرًا أساسيًا للتوصل إلى حل مستدام للنزاع وضمان الاستقرار طويل الأمد للبلاد والمنطقة، كما أشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة يدين العنف المستمر ضد المدنيين في مختلف أنحاء السودان من قبل أطراف الصراع، بما في ذلك الهجمات ذات الدوافع العرقية، وأوضح أن النساء والأطفال والرجال السودانيين هم الأكثر تضررا من استمرار النزاع المسلح.

ردود الفعل الإقليمية والدولية

كما أدانت الجامعة العربية بشدة أي إجراء من شأنه أن يعرض وحدة السودان للخطر، محذرة من المخاطر المحتملة لتقسيم البلاد.

ومن جانبها، انتقدت الحكومة السودانية الميثاق، معتبرةً أنه "يمزق السودان" من خلال تبني "مفهوم الشعوب والمناطق السودانية"، كما حذرت الحكومة من التدخلات الأجنبية المحتملة ومن إمكانية منح قوات الدعم السريع القدرة على الحصول على الأسلحة بشكل مباشر.

تم نسخ الرابط