سرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة.. لماذا تأخر اكتشاف إصابة جو بايدن؟

أثار إعلان تشخيص الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، بسرطان البروستاتا المتقدم في مرحلة متقدمة تساؤلات عدة حول السبب وراء عدم اكتشاف المرض في وقت مبكر، خاصة مع استمرار رعاية بايدن الطبية المكثفة طوال فترة رئاسته، إلا أن هذا التشخيص قد لا يكون بالضرورة مفاجئًا، بحسب ما يوضحه الخبراء في المجال الطبي.

فحص سرطان البروستاتا 

في هذا التقرير، سلط موقع "نيوز رووك" خلال السطور التالية الضوء على أبرز المعلومات المتاحة حول هذا التشخيص وما قد يعنيه لمستقبل بايدن الصحي، وفقا لما جاء في "سي إن إن".

أهمية فحص سرطان البروستاتا 

يتمتع الرئيس الأمريكي عادةً برعاية طبية متميزة تتجاوز ما هو متاح للعديد من المواطنين، وإذ يمكن للرئيس وأفراد عائلته الوصول إلى الطاقم الطبي بشكل دائم عبر الوحدة الطبية للبيت الأبيض، ويشمل ذلك مرافق طبية متطورة في المستشفيات العسكرية، وعادةً ما تخضع الفحوصات الطبية للرؤساء للاهتمام الكامل، حيث تُركز على صحتهم البدنية وقدرتهم على أداء مهامهم في أعلى مستويات من الكفاءة.

التشخيص المتأخر: كيف حدث ذلك؟

على الرغم من رعاية بايدن الطبية، تم تشخيص إصابته بسرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة، وهي مرحلة انتشر فيها المرض إلى عظامه. الأمر الذي يثير تساؤلات حول ما إذا كان تم إغفال المرض في وقت سابق. يقول الخبراء إن هذا النوع من السرطان ليس نادرًا وأن التأخير في اكتشافه يمكن أن يحدث في بعض الحالات.

في هذا الصدد، قال الدكتور أوليفر سارتور، الباحث في سرطان البروستاتا في جامعة تولين: "لا يمكن الجزم بأن هناك اختفاءً للمرض، وهناك ثمة تفسيرات عدة ممكنة، ومنها أن الفحص التقليدي قد لا يكون قد أُجري أو أنه كان لا يُظهر أية مؤشرات في وقت سابق."

الفحوصات الطبية السابقة

بينما يجري العديد من الرؤساء السابقين فحوصات سرطان البروستاتا بشكل دوري، لم تذكر التقارير الطبية خلال فترة رئاسة بايدن أي إشارات إلى فحص لهذا النوع من السرطان، ووفقًا للتقارير، لم يُخطر الجمهور بتشخيص بايدن بسرطان البروستاتا إلا مؤخرًا، مما دفع العديد من الأشخاص إلى التساؤل عن أسباب هذا التأخير في الإعلان.

وقال الرئيس السابق، دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي بعد إعلان بايدن عن حالته الصحية: "لقد خضعتُ للتو لفحص طبي كامل، كان من الضروري إخبار الجمهور عن هذه الأمور في وقت مبكر."

فحص PSA وقرارات الفحص للرجال

من المعروف أن فحص مستضد البروستاتا النوعي (PSA) هو الوسيلة التقليدية للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا، لكن هذا الفحص لا يُعتبر مثاليًا للجميع، فمنذ التسعينيات، أصبح من الممكن إجراء فحص الدم للكشف عن مستويات الـ PSA في الدم، إلا أن العديد من الدراسات أظهرت أن هذا الفحص قد يعطي نتائج إيجابية كاذبة تصل إلى 70%. لذا، يُنصح الأطباء بعدم إجراء الفحص الروتيني للرجال الذين يتجاوز عمرهم 70 عامًا.

ويقول الدكتور بلال صديقي، الباحث في سرطان البروستاتا بمركز إم دي أندرسون للسرطان: "قد يكون أحد الأسباب المحتملة لعدم الكشف المبكر عن السرطان هو أن الفحص لم يُجرَ بشكل منتظم أو أنه لم يكن يُظهر أي إشارات تحذيرية."

السرطان البطيء النمو 

من الأمور الهامة التي يجب فهمها هو أن معظم حالات سرطان البروستاتا تتسم بالنمو البطيء، وبناءً على ذلك، في بعض الحالات، قد لا يكون العلاج أكثر فائدة من المرض نفسه، حيث يمكن أن يتسبب العلاج في آثار جانبية خطيرة مثل سلس البول وضعف الانتصاب.

أما الأنواع الأكثر عدوانية، التي قد لا تُنتج مستويات مرتفعة من PSA أو قد تظهر بشكل مفاجئ، فإنها تعد تحديًا أكبر في الكشف المبكر. و

فقًا للدكتور أوتيس براولي، أخصائي الأورام في جامعة جونز هوبكنز، "نحن نتعلم الآن كيف نفرق بين السرطانات البطيئة النمو التي لا تحتاج إلى علاج والسرطانات الأكثر عدوانية".

هل تم إخفاء تدهور صحة بايدن؟

على الرغم من التشكيك في بعض الأوقات حول الحالة الصحية لجو بايدن، نفى الرئيس الأسبق هذه الادعاءات بشكل قاطع، وفي مقابلة مع برنامج "The View"، أكد بايدن أن التقارير التي تشير إلى إخفاء حالته الصحية عن الجمهور "غير صحيحة"، مشيرًا إلى أنه كان يتمتع بالقدرة على العمل بجد طوال اليوم، وهو ما كانت تشهد عليه زوجته جيل بايدن.

التوقعات المستقبلية لبايدن

عند النظر في حالة بايدن الصحية المستقبلة، سيكون من المهم متابعة تطورات العلاج في مواجهة سرطان البروستاتا. يتراوح العمر المتوقع للرجال في الولايات المتحدة حوالي 76 عامًا، بينما يبلغ بايدن 82 عامًا، مما يجعله من الفئة العمرية التي يُنصح بعدم إجراء الفحوصات الطبية الروتينية لها وفقًا لبعض التوصيات الطبية.