حكايات من زمن الباشوات.. عم سعيد ورحلة صناعة الأحذية لأثرياء قنا

يتكئ على عصا خشبية، يسير ببطي شديد، منحني الظهر مرتديا جلبابه الصعيدي، ويفتح دكانه الصغيرة ذات الأبواب الخشبية التي يصل عمرها إلى 100 عام تقريبا، وذلك في أحد الأزقة الصغيرة الكائنة بمدينة نقادة غرب محافظة قنا.

أقدم صانع أحذية في قنا
يقول العم سعيد النقادي، والذي قارب على الـ 80 عاما، أنه كان يعمل من زمن بعد في صناعة الأحذية في زمن الباشوات والبهوات وكان كبير العائلة او القبيلة يقوم بتفصيل الحذاء بشكل خاص ويكون من الجلد الطبيعي “الجاموس أو الأبقار” ولذا كانت الاحذية صناعتها قديما حرفة ومهنة صعبة جدا ، ولكن في هذا الوقت كان البسيط لا يستطيع تفاصيل حذاء رغم أن سعره كان 10 قروش .
وأشار إلى أن الحياة كانت رغم بساطتها الا أنها كانت صعبة وليس الكل يستطيع الشراء عكس الزمن الحالي ولكن ظهور مصانع تصنيع الاحذية والسوق اختلف، وحاليا قليل الذي يأتي للصناعة أم الاغلبية يأتي للتصليح ولكن بالطبع صعب عودة الزمن وضك “قول للزمان ارجع يا زمن”.

أدوات تصنيع الأحذية في قنا
شرح العم “سعيد” أن الادوات التي يستخدمها الصانع كانت ولا تزال هي الشاكوش والمسامير والكماشة ومكتب خشبي وسكين وحدادة تقوم بسن السكين حتى نستطيع اقتطاع الجلود الزائدة.
ولفت الي أن الجميع يأتي الي هنا وهم يعرفوني عن ابائهم واجدادهم ، وكثيرا منه يأتي حاليا للإصلاح ولكن للاسف الصناعة الحالية ورق ، احذية مطبوخة طبخ ولا يمكن إصلاحها عكس الماضي الحاء يمكن تصليحة ويظل سنوات في قدمك لا يتغير حتي اللون وملمع الأحذية كان يعرف ابن الباشا من حذائه ويأتي إليه مهرولا لأنه يعرف أنه سيقبض منه.

ويقول في حديثة ، أن الأسعار اختلفت كثيرا عن زي قبل الحذاء كان ثمنهة 10 قروش ووصل الي 40 حتي وقت التصنيع حاليا اقل حذاء “الكوتش” 10 جنية أما الجلد الطبيعي اسعاره تتعدي آلاف الجنيهات ولذا نجد الإقبال على الطبيعي قليل جدا وذلك لارتفاعه سعره وعدم توفره بالأسواق بشكل كبير.
واختتم حديثه قائلا :" أحنا في زمن كل حاجه فيه بقت ممسوخة ومفيش حاجة أصلي ونادر ما تلاقي الأصلي يعني تتدور عليه بالحلاوة زي المثل ما بيقول عندنا ، يعني كانوا يقول علينا منقل ،جزمتيلي اسكافي".