عاجل

90 مليون دولار لازمة لبدء الإزالة.. قذائف غير منفجرة تهدد المدنيين في الخرطوم

الحرب في السودان
الحرب في السودان

تشهد العاصمة السودانية الخرطوم أزمة متصاعدة بسبب انتشار الذخائر غير المنفجرة في الأحياء السكنية والمنشآت التعليمية والطبية، ما يمثل تهديدًا مباشرًا لسلامة آلاف العائلات العائدة إلى منازلها بعد انحسار القتال.

وبحسب المركز القومي لمكافحة الألغام في السودان، فقد تم تدمير أكثر من 12 ألف جسم متفجر منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، بينما تم اكتشاف خمسة آلاف جسم إضافي بعد توسيع عمليات المسح لتشمل المناطق التي استعادها الجيش مؤخرًا.

انتشار عشوائي للذخائر

تنتشر القذائف والصواريخ في شوارع الخرطوم ومبانيها المهجورة، خصوصًا في المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات الدعم السريع. وتركز فرق العمل التابعة للمركز القومي والأمم المتحدة جهودها حاليًا على المباني الحكومية والمراكز الطبية، وسط نقص حاد في الموارد والكوادر المؤهلة.

ويؤكد مدير المركز اللواء الركن خالد حمدان أن عمليات المسح والإزالة تحتاج إلى تمويل لا يقل عن 90 مليون دولار، لبدء العمل على النحو الأمثل، في ظل وجود خمس فرق فقط تعمل ميدانيًا في العاصمة.

نقص التمويل الدولي

تفاقمت الأزمة بعد قرار الولايات المتحدة خفض تمويل برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، ما أدى إلى تقليص قدراته التشغيلية، قبل أن تتدخل كندا مؤخرًا لتوفير دعم طارئ. إلا أن رئيس البرنامج في السودان، صديق راشد، أشار إلى الحاجة الماسة لمئات الفرق، في مقابل عدد محدود لا يغطي حجم التهديدات الحالية.

وأضاف راشد أن الفرق لم تتمكن من تنفيذ عمليات مسح شاملة في معظم المناطق، خصوصًا تلك الواقعة خارج الخرطوم، وهو ما يترك السكان مكشوفين أمام مخاطر الذخائر من دون حماية كافية أو إشراف هندسي متخصص.

أولوية للمرافق الحيوية

تركز فرق إزالة الألغام في الوقت الراهن على تأمين المرافق الحيوية، مثل المستشفيات والمدارس والطرق الرئيسية، وهي مواقع تشهد عودة تدريجية للمدنيين. وأوضحت مصادر أممية أن عمليات التطهير تتم بشكل يدوي وبمعدات محدودة، وهو ما يبطئ وتيرة العمل ويزيد من المخاطر، خاصة مع انتشار الذخائر في أماكن غير متوقعة داخل المنازل والمركبات العامة.

دعوات لتنسيق دولي أوسع

دعت جهات أممية ودبلوماسية إلى إطلاق تنسيق دولي أوسع لتوفير التمويل العاجل وتسهيل وصول فرق إزالة الألغام إلى المناطق المتضررة. كما شددت على ضرورة إزالة المعوقات البيروقراطية، خاصة ما يتعلق بتصاريح التنقل داخل السودان، بهدف تسريع العمليات والحد من الإصابات بين المدنيين العائدين إلى مناطقهم.

تم نسخ الرابط