الجولة الرابعة في مسقط
إيران: لم نحدد موعد الجولة المقبلة من المحادثات النووية مع أمريكا

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، إن بلاده لم تتوصل بعد إلى اتفاق نهائي بشأن توقيت أو مكان الجولة المقبلة من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، رغم وجود مقترحات مقدمة من سلطنة عمان بهذا الخصوص.
وأوضح بقائي في تصريح صحفي أن "وزارة الخارجية العمانية قدمت اقتراحات تتعلق بالزمان والمكان المحتملين للجولة التالية من المحادثات، ولكن حتى الآن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأنها".
مفاوضات بوساطة عمانية
وكانت الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة قد عُقدت الأحد الماضي في العاصمة العمانية مسقط، برعاية من سلطنة عمان. وترأس الوفد الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، فيما قاد الوفد الأمريكي المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف.
ورغم أن المحادثات تجري بشكل غير مباشر، فإنها تُوصف من كلا الطرفين بأنها "بناءة وتشهد تقدماً ملحوظاً"، وتتمحور بشكل رئيسي حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، وإمكانية التوصل إلى اتفاق جديد يعيد إحياء اتفاق عام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
الملف النووي والعقوبات
يسعى الجانبان إلى إيجاد أرضية مشتركة لإعادة صياغة الاتفاق النووي بما يضمن رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، مقابل فرض قيود واضحة على أنشطتها النووية، وخاصة فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم. غير أن الخلافات الجوهرية لا تزال حاضرة، مما يُصعّب الوصول إلى اتفاق نهائي في وقت قريب.
ويُعد موقف إيران الحازم بعدم التراجع عن حقوقها النووية، بجانب موقف أمريكا الثابت حول ضرورة وضع حدود صارمة على التخصيب، من أبرز التحديات أمام أي تسوية سياسية مرتقبة.
جهود الوساطة مستمرة
تُعد سلطنة عمان واحدة من أبرز الدول الوسيطة في الملفات الشائكة بالمنطقة، وتاريخيًا لعبت دورًا محوريًا في تسهيل قنوات الاتصال بين طهران وواشنطن. وسبق أن استضافت جولات تمهيدية أفضت إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015، ما يجعل من مسقط نقطة توازن مقبولة لدى الطرفين في ظل حالة التوتر الإقليمي والدولي الراهنة.
موقف طهران: لا مفاوضات تحت الضغط
أكدت إيران في مناسبات عديدة أنها لن تقبل إجراء مفاوضات تحت وقع التهديد أو العقوبات، معتبرة أن أي اتفاق لن يُكتب له النجاح ما لم يتضمن رفعًا فعليًا وكاملاً للعقوبات الأمريكية. وترى طهران أن استمرار الضغوط الاقتصادية يفرغ أي حوار من مضمونه، ويهدد الاستقرار الإقليمي.