استشاري تخاطب"اللغة ليست مجرد كلمات..تفاعل حيوي بين الطفل وبيئته الدقيقة حوار

ينصح الاطباء بعدم تعريض الطفل للأجهزة الذكية والتابلت، وتقليل ساعات مشاهدة التلفاز، مع ضرورة اختيار محتوى ناطق بالعربية وتجنب القنوات التي تعتمد على الأغاني أو اللغات الأجنبية، وتشجيع التفاعل الاجتماعي للطفل، والابتعاد عن عزله داخل المنزل، وعدم مقارنته بالأطفال الآخرين بل مراقبة تطوره الخاص.
يُعد تطور اللغة والكلام من أهم مؤشرات النمو العقلي والاجتماعي للطفل، وتُعد مراقبة هذا التطور خطوة حاسمة في الكشف المبكر عن أي تأخر قد يستدعي التدخل العلاجي، والسن المثالي لملاحظة تطور اللغة يبدأ من عمر سنتين، وأن أي تأخر ملحوظ في القدرة على نطق الكلمات أو تكوين الجمل يتطلب استشارة مختص دون تأجيل.
التلعثم عند الأطفال
قالت الدكتورة أمنية عباس، مدرس أمراض التخاطب بكلية طب قصر العيني، إن التلعثم عند الأطفال يشبه "جبل الجليد"، حيث لا يظهر منه إلا الجزء الصغير فوق السطح، بينما تكمن المشكلة الأكبر تحت هذا السطح، لافتة الي أن غياب الكلمات تمامًا بحلول العامين، أو عدم قدرة الطفل على تكوين جمل واضحة عند بلوغه عامين ونصف، يمثل مؤشراً يستدعي القلق، لاسيما إذا صاحبه عدم إصدار أصوات منذ الولادة، وهو ما يستوجب إجراء فحص سمع فوري
إدخال الطفل لحضانة
اكدت في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، انه في الحالات التي يظهر فيها تأخر كبير في النطق، فإن إدخال الطفل لحضانة لا يُعد دائمًا الحل الأمثل، بل يجب أولًا تقييم حالته من قبل متخصص تخاطب لتحديد ما إذا كان يحتاج إلى جلسات تأهيل فردية قبل الدمج المجتمعي.
أوضحت عباس أن الجزء الظاهر من التلعثم يتمثل في التهتهة، والتي تظهر على شكل تكرار الحروف أوإطالتها، أو إضافة كلمات غير لازمة، وغالبًا ما تصاحبها حركات لا إرادية في العين أو الجسم، ورعشة في اليدين.
اشارت مدرس أمراض التخاطب بكلية طب قصر العيني، الي أن هذا الجانب الظاهر لا يُعد إلا مؤشرًا بسيطًا على حجم المعاناة الحقيقية، مضيفة أن الجزء الأكبر من المشكلة يتعلق بجوانب نفسية خفية، تشمل القلق والتوتر، وضعف الثقة بالنفس، والمواقف الصعبة التي مر بها الطفل، إلى جانب أفكار سلبية تسيطر عليه.
القصص المصورة والمجسمات
تابعت في حال ظهور أي علامات تأخر، يُفضل البدء باستخدام وسائل تعليمية بسيطة مثل القصص المصورة والمجسمات والكروت التعليمية التي تركز على مفردات الحياة اليومية، مثل أسماء الحيوانات والمواصلات، كما أن التفاعل اللفظي مع الطفل هو المفتاح الأساسي لتطور اللغة، ويجب أن يحل محل الاعتماد على الشاشات، مع الحرص على القراءة اليومية للطفل وتحفيز الحوار معه.
التلعثم يُدخل الطفل في دوامة نفسية مغلقة
لفتت الدكتورة أمنية عباس، إلى أن التلعثم يُدخل الطفل في دوامة نفسية مغلقة، حيث تؤدي تعليقات المحيطين إلى تفاقم حالته النفسية، مما يدفعه لتجنب الحديث أو التعامل مع الآخرين، مشيرة إلى أن بعض الأطفال يقولون صراحة: "أنا بقيت بسكت".
شددت استشاري أمراض التخاطب بكلية طب قصر العيني، على أهمية التدخل المبكر والعلاج من خلال طبيب متخصص في أمراض التخاطب، مشيرة إلى أن العلاج لا يقتصر فقط على تأهيل الطفل لتحسين طريقة النطق، بل يتضمن أيضًا دعمًا نفسيًا مكثفًا للطفل وذويه، وتحويل أسلوب الحديث إلى طريقة سلسة ومفهومة دون عناء.
أكدت عباس أن مجال التخاطب لا يقتصر على التلعثم فقط، بل يشمل أيضًا تأخر الكلام، صعوبات التعلم، اضطرابات التوحد، ضعف السمع، وفرط الحركة وتشتت الانتباه، موضحة أن دور الأسرة في المتابعة والدعم يمثل حجر الأساس في أي خطة علاجية ناجحة.