عاجل

لعبة الديناصور من تسلية في وقت الفراغ وفصل النت إلى أسطورة عالمية

لعبة الديناصور
لعبة الديناصور

إذا كنت من مستخدمي متصفح Google Chrome، فبالتأكيد صادفت لعبة الديناصور الرمادي الصغير الذي يظهر لك عند فقدان الاتصال بالإنترنت.
وفي لحظة محبطة ينتظر فيها المستخدم عودة الشبكة، يظهر هذا الديناصور كأنه يقول:“لا تقلق، سأشغلك حتى تعود الإنترنت!”

لكن وراء هذه اللعبة المسلية، قصة مثيرة بدأت كمزحة، وتحولت إلى واحدة من أشهر الألعاب الخفيفة في العالم.

 

لماذا اختارت جوجل لعبة الديناصور؟

فكرة اللعبة انطلقت في عام 2014 من فريق تطوير Chrome UX في جوجل، وتحديدًا من المهندس Sebastien Gabriel.
الهدف كان بسيطًا: توفير وسيلة تسلية أثناء انقطاع الإنترنت. لكن اختيار الديناصور لم يكن عبثيًا.

قال المطورون إن الديناصور يمثل فكرة “العودة إلى العصر الحجري”، حيث لم تكن هناك إنترنت أصلًا.
فإذا فقدت الاتصال، فأنت تعود بالزمن، مثل الديناصور الذي لم يعرف الإنترنت من الأساس!

كيف تعمل لعبة الديناصور؟

تبدأ اللعبة تلقائيًا عندما يظهر رمز الديناصور على الشاشة بعد فقد الاتصال.
بمجرد الضغط على زر “المسافة” (Space)، ينطلق الديناصور في عالم بسيط بالأبيض والأسود، يقفز فوق الصبار، ويتفادى الطيور، ويزداد التحدي كلما طالت مدة اللعب.

اللعبة لا تنتهي فعليًا، بل تستمر حتى يصطدم الديناصور بعقبة أو يعود الاتصال بالإنترنت.
السرعة تتزايد تدريجيًا، مما يجعل اللعبة أكثر صعوبة وإدمانًا مع الوقت.

لعبة الديناصور من مزحة إلى ترند عالمي

رغم بساطة تصميمها، حققت لعبة الديناصور نجاحًا مذهلًا.
بحلول عام 2018، سجلت جوجل أن اللعبة يتم تشغيلها أكثر من 270 مليون مرة شهريًا عبر أجهزة الكمبيوتر والهواتف!

حتى من لديهم إنترنت شغال، صاروا يطفئون الاتصال فقط للعب بها. كما ظهرت نسخ غير رسمية على تطبيقات الهاتف وألعاب الواقع المعزز، وتحولت اللعبة إلى ظاهرة ثقافية رقمية.

هل تعرف أن هناك “نهاية” سرية للعبة؟

تقنيًا، اللعبة ليس لها نهاية… لكن جوجل وضعت حدًا افتراضيًا نظريًا وهو 99999 نقطة.
لو استطعت الوصول إليها (يتطلب ذلك اللعب لأكثر من 45 دقيقة دون توقف) يتوقف العداد وتفوز افتراضيًا.

لكن معظم المستخدمين لا يصلون إلى هذه المرحلة بسبب زيادة السرعة والتحديات التدريجية، مما يجعل كل محاولة إنجازًا بحد ذاته.

 

ما الذي جعل اللعبة تنجح؟

نجاح لعبة الديناصور لا يعتمد فقط على الترفيه، بل أيضًا على:
• بساطة الفكرة وسهولة الوصول إليها
• تصميم كلاسيكي مريح للعين
• لا حاجة للتحميل أو الاتصال
• إمكانية اللعب من أي مكان، حتى على الهاتف

هذا ما جعل اللعبة تتغلغل في وجدان المستخدمين، وتتحول من أداة تسلية وقتية إلى رمز لعلاقة طريفة بين المستخدم والتكنولوجيا.

 

عندما يتحول الإحباط إلى متعة

لعبة الديناصور ليست مجرد لعبة صغيرة في متصفح. إنها درس في التصميم الذكي والبسيط، حيث استطاعت Google تحويل لحظة انقطاع الإنترنت – التي عادةً ما تكون مزعجة – إلى لحظة ترفيه لا تُنسى

تم نسخ الرابط