إيناس عز الدين تفتح ملف أزمة فناني الأوبرا: "ساعدونا مش قادرين نتحمل"

أطلقت المطربة إيناس عز الدين صرخة استغاثة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، مسلطة الضوء على معاناة فناني الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية، وذلك بعد البيان العاجل الذي وجهوه لرئيس الوزراء، مطالبين فيه بحل أزمة تأخر المستحقات المالية، وتراجع الأوضاع المعيشية للفنانين العاملين في هذا الصرح الفني العريق وغيرها من الأزمات.

وفي منشور مطوّل، شددت إيناس عز الدين على أن فناني الأوبرا هم ثروة قومية يجب الحفاظ عليها، كونهم الجهة التي تحافظ على الهوية الفنية المصرية وتعيد تقديم التراث بأفضل صورة، متسائلة: “كيف يكون هذا هو مصير فناني الموسيقى العربية المصرية؟ كيف يصل بهم الحال إلى المعاناة من عدم القدرة على توفير قوت يومهم أو العيش بحياة كريمة”؟

أوضاع معيشية صعبة ومطالب متكررة

استعرضت المطربة أوضاع زملائها العاملين في الأوبرا، مشيرة إلى أن العديد منهم أفنوا عمرهم في دراسة الموسيقى وحققوا نجاحات كبيرة، ومع ذلك يعانون من ظروف معيشية صعبة، حيث يتقاضى بعضهم الحد الأدنى للأجور، رغم كونهم مطالبين بالظهور بمظهر راقٍ ومناسب للصرح الفني الذي يمثلونه.

العازفين يتحملون تكاليف صيانة آلاتهم الموسيقية

وأضافت إيناس عز الدين أن العازفين يتحملون تكاليف صيانة آلاتهم الموسيقية بأرقام فلكية، والمطربين مطالبون بشراء أزياء وإكسسوارات ومستلزمات باهظة الثمن لظهورهم على المسرح، بينما لا تتناسب رواتبهم مع هذه المتطلبات، كما أكدت أن التأمين الصحي والمعاشات لا توفر لهم حياة كريمة، وأن هناك العديد من الفنانين الذين مرّ على عملهم بالأوبرا أكثر من 15 عامًا ولم يتم تعيينهم بسبب إهمال بعض الإداريين.

تفرقة في الأجور وتأخر المستحقات

أحد أبرز النقاط التي أثارتها إيناس عز الدين في منشورها هو التفاوت الكبير في الأجور بين فناني الموسيقى العربية وزملائهم في الفرق الغربية، حيث يحصل أعضاء الأوركسترا السيمفوني وفرق الباليه والرقص الحديث على أجور تصل إلى ثلاثة أضعاف ما يتقاضاه فنانو الموسيقى العربية، رغم أن حفلاتهم غالبًا ما تكون شبه خاوية، بينما حفلات الموسيقى العربية كاملة العدد وتدر أرباحًا كبيرة.

كما أكدت أن المستحقات المالية تتأخر لأشهر، بينما يتم إخبار الفنانين بوجود "عجز مالي"، متسائلة: "كيف يكون هناك عجز في ظل امتلاء حفلاتنا بالكامل؟ ولماذا يحصل الفنانون في الحفلات الفارغة على رواتب أعلى بثلاثة أضعاف؟"

أجواء غير صحية داخل الأوبرا

لم تقتصر استغاثة إيناس عز الدين على الجوانب المادية فقط، بل تطرقت إلى الأجواء العامة داخل الأوبرا، مشيرة إلى أن هناك حالة من الانقسام والعداوات بين الزملاء بسبب المحسوبية و"تصفية الحسابات"، حيث يتم تهميش البعض وإقصاؤهم من المشاركة في الحفلات، بينما يتم منح الفرص للمقربين، بغض النظر عن الكفاءة.

"مش قادرين نتحمل"

أكدت إيناس عز الدين أن هذه المعاناة ليست جديدة، لكنها وصلت إلى ذروتها، مشيرة إلى أن الفنانين لم يتوقفوا يومًا عن تقديم عروضهم ولم يضربوا عن العمل، رغم كل الضغوط التي يتعرضون لها، إلا أن صبرهم نفد ولم يعد بإمكانهم التحمل أكثر.

وأنهت منشورها قائلة: “بعد سنوات من المعاناة، هذه المرة اتحدنا جميعًا ورفعنا صوتنا بمطالب واضحة، لكن لا حياة لمن تنادي.. رجاءً ساعدونا، نحن نعاني منذ سنوات، واليوم وصل سقف المعاناة إلى أقصى مرحلة لا نستطيع تحملها”.

يُذكر أن بيان استغاثة فناني الأوبرا، الذي وُجّه إلى رئيس الوزراء، طالب بفتح تحقيق عاجل في الأزمة المالية للدار، وتحقيق العدالة في توزيع الأجور، وتسريع إجراءات التعيين، وتحسين أوضاع التأمين الصحي والمعاشات، لضمان حياة كريمة للفنانين الذين أفنوا عمرهم في خدمة الفن المصري.