عاجل

حجة الوداع.. دروس تربوية وروحية من الرحلة الإيمانية للنبي

الشيخ أسامة قابيل
الشيخ أسامة قابيل

سلّط الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، الضوء على المعاني الروحية العظيمة التي يحملها انطلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة لأداء حجة الوداع، مؤكداً أن هذه اللحظة تمثل رمزًا للجمال النبوي في أعظم رحلة إيمانية عرفتها البشرية.

جاء ذلك خلال حواره مع الإعلامية إيمان رياض في برنامج "من القلب للقلب"، المذاع عبر فضائية "MBC مصر 2"، حيث تناول الدكتور أسامة قابيل أهمية هذا الحدث التاريخي والدلالات التربوية والروحية التي يحملها انطلاق النبي من المدينة في حجة الوداع.

حجة الوداع

أوضح الدكتور أسامة قابيل أن المدينة المنورة لم تكن فقط نقطة انطلاق جغرافية لـ حجة الوداع، بل كانت بمثابة بداية روحية ومنبع للسكينة والتجرد، حيث أحرم منها النبي الكريم، وعلّم الأمة أول دروس المناسك بقوله: "خذوا عني مناسككم".

وأكد أسامة قابيل أن هذا التوجيه النبوي يُظهر قيمة الاقتداء العملي بالنبي صلى الله عليه وسلم، داعيًا الحجاج إلى اتباع هذا المسار بحب ووعي، حتى لو لم يكن من أركان الحج، فهو يحمل في طياته معاني عظيمة من الإخلاص والاتباع.

حجة واحدة خالدة

أشار العالم الأزهري إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يؤدِ سوى حجة واحدة في حياته، هي حجة الوداع، لكنها كانت حجة جامعة شاملة، اختُتمت برسالة خالدة إلى الأمة، تضمنت المبادئ الكبرى للعدالة والمساواة والتقوى.

وقال: "من المدينة بدأ النبي هذه الحجة، وهناك كانت بداية إعلان مبادئ الإسلام على الصعيد العملي، من خلال تطبيق المناسك وتعليم الصحابة كيفية أدائها خطوة بخطوة، وهو ما يعطي المدينة مكانة خاصة في قلوب المسلمين".

الإشادة بخدمات الحجاج 

ثمّن الدكتور قابيل الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، مشيدًا بما وصفه بـ"التطور المذهل والمستمر" في البنية التحتية، خصوصًا "قطار الحرمين" الذي سهّل بشكل كبير التنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، مما أضاف إلى رحلة الحجاج راحة وسهولة لم تكن متوفرة من قبل.

وأضاف: "كل عام نلمس تنظيمًا أروع وتحسينات ملموسة، سواء في الخدمات أو سلاسة الانتقال أو إدارة الحشود، ولا يسعنا إلا أن نشكر كل من يساهم في هذه الخدمة الجليلة، من رجال الأمن، والأطقم الإدارية، وحتى المتطوعين".

<strong>الشيخ أسامة قابيل </strong>
الشيخ أسامة قابيل 

رسالة روحانية 

اختتم الدكتور قابيل حديثه بالدعاء للحجيج بأن يتقبل الله حجهم، وأن يعودوا إلى بلادهم مغفورًا لهم، سالمين غانمين، حاملين في قلوبهم معاني الرحمة، والسكينة، والاتصال الروحي العميق بالله.

وذكر: "تبقى المدينة المنورة منبعًا للجمال النبوي، ومصدر إلهام لا ينضب، تفيض منها المعاني التي تُلهمنا الاتباع، وتزرع في قلوبنا الشوق، وتغرس فينا الالتزام بروح الإسلام".

تم نسخ الرابط