عاجل

فتاة الديلفري.. آية عادل بطلة المصارعة التي تحولت إلى "طيار" من أجل لقمة العيش

أية عادل فتاة الدليفيري
أية عادل فتاة الدليفيري ببورسعيد

في شوارع بورسعيد وأحيائها، تسير دراجة نارية صغيرة يقودها شغف فتاة لا تعرف المستحيل، بين توصيل الطلبات والتدريب على اللياقة البدنية، وبين أحلام لم تمت رغم الظروف، تكتب آية عادل – ذات الـ 22 ربيعًا – قصة كفاح ملهمة تختصر الكثير من معاني الإرادة والاعتماد على النفس.

آية عادل.. فتاة دليفري ومصارعة رومانية من بورسعيد

لم تكن آية مجرد فتاة تؤدي مهنتها كغيرها، بل قررت أن تقتحم مجالًا يعتبره البعض حكرًا على الذكور، متحدية نظرة المجتمع ومثبتة أن العمل الشريف لا يعيب أحدًا، فاختارت أن تكون "دليفري طيار"، لتتنقل بين أحياء بورسعيد على دراجتها النارية حاملة معها رسائل عن القوة والإصرار.

أية عادل فتاة الدليفيري
أية عادل فتاة الدليفيري

تقول آية: "بدأت العمل منذ أن كنت في الـ17 من عمري، وكانت بدايتي في عدة وظائف حتى اشتريت دراجة كهربائية بالتقسيط من مالي الخاص بعد ترك عملي السابق، قررت استغلال الدراجة لتوصيل الطلبات وتوفير مصاريفي ودفع باقي أقساطها".

وأضافت أن البداية الفعلية كانت في اليوم العاشر من شهر رمضان الماضي، لكن بعد ازدياد الضغط والطلبات قررت تطوير وسيلة النقل بشراء دراجة بنزين.

بطولات رياضية وسعي لا يتوقف

"آية" لم تكن فقط فتاة عاملة، بل بطلة رياضية سابقًا مارست رياضة المصارعة الرومانية في مركز شباب بورسعيد، وحققت بطولتين، إحداهما في القاهرة والأخرى في الإسكندرية في مركز البطل كرم جابر، قبل أن تتوقف مؤقتًا للتفرغ لدراستها وتتحول لاحقًا إلى تمارين اللياقة البدنية.

وعن خلفيتها التعليمية، أشارت إلى أنها تخرجت من مدرسة أحمد زويل الصناعية بنظام التعليم المزدوج، وتدربت لمدة 3 سنوات في مصنع للضفائر الكهربائية، ثم التحقت بمعهد المنشآت البحرية – قسم إدارة الموانئ، وحصلت على المركز الثاني على مستوى المحافظة، وتم تكريمها من اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد آنذاك.

مهنة مؤقتة وطموحات كبيرة

رغم أن "آية" لم تجد حتى الآن فرصة للعمل في مجال دراستها، فإنها لم تقف مكتوفة الأيدي، واختارت أن تعمل في مهنة التوصيل – التي يراها البعض مهنة رجالية – لكنها لم تتعرض لأي مضايقات، بل وجدت تشجيعًا من الناس، خصوصًا النساء اللواتي يفضلن التعامل مع فتاة في التوصيل.

وتقول: "لم يقتصر عملي على توصيل الطلبات للمنازل فقط، بل أصبحت أعمل كـ‘أبونيه’ لتوصيل الأطفال إلى المدارس والدروس الخصوصية"، مشيرة إلى أن دعم الناس على مواقع التواصل الاجتماعي ساهم في نشر قصتها دون أن تسعى لذلك.

الدعم الأسري وقصة التحدي

آية أكدت أن أسرتها كانت وما زالت داعمة لها، خاصة بعد رؤية ردود الفعل الإيجابية من المجتمع، رغم القلق الذي شعروا به في البداية من ركوب الدراجة ومخاطر الطريق.

عن خططها المستقبلية، تؤكد آية أن العمل الحالي مؤقت فقط، وتحلم بتأسيس مشروعها الخاص.

أما عن فارس أحلامها، فهي تحلم برجل يؤمن بطموحها ويشاركها نجاحها، وترفض أن تتنازل عن استقلالها المادي أو طموحها مقابل الزواج.

وفي ختام حديثها، وجهت آية رسالة إلى الشباب قائلة: "أسعى لحد ما توصل للي انت عايزه.. لو فضلنا قاعدين مستنيين مش هنوصل لحاجة.. لازم نبدأ من الصفر ونجري ورا حلمنا لحد ما نحققه."
 

تم نسخ الرابط