عاجل

حسن هيكل : الاضطرابات في ليبيا لها تداعيات فورية على اقتصاد مصر | خاص

حسن هيكل
حسن هيكل

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر كانت ومازالت الأكثر تضرراً من حالة عدم الاستقرار بليبيا، وفى هذا السياق، قال دكتور حسن هيكل الخبير الاقتصادى لـ «نيوز رووم» : "لا شك أن التطورات الأمنية والسياسية في ليبيا تلقي بآثار سلبية مباشرة على العلاقات الاقتصادية مع مصر، لاسيما في ملف التبادل التجاري بين البلدين، والذي يعد من أبرز أوجه التعاون الثنائي خلال السنوات الماضية".
وأضاف أن حجم التبادل التجاري السنوي بين مصر وليبيا يتجاوز 1.7 مليار دولار، تمثل الصادرات المصرية النسبة الأكبر منه، فيما لم تتجاوز الواردات المصرية من ليبيا، بخلاف النفط، 61.7 مليون دولار فقط.

ارتباك فى الصادرات المصرية

وأكد أن هذا الخلل في الميزان التجاري يظهر بوضوح مدى اعتماد السوق الليبي على المنتجات المصرية، ويعني أن أي اضطراب داخلي في ليبيا ستكون له تداعيات فورية على الصادرات المصرية، وعلى الشركات والمصانع المرتبطة بهذا المسار.

سوق العمل والتحويلات الدولارية

وقال "هيكل"، إن التأثير لا يتوقف عند التجارة فقط، بل يمتد إلى العنصر البشري، إذ أن ليبيا كانت على مدار عقود وجهة رئيسية للعمالة المصرية، وتقدر الجالية المصرية هناك بأكثر من 1.2 مليون نسمة، يعملون في مختلف قطاعات الاقتصاد الليبي، وأنه مع عودة أعداد كبيرة من هؤلاء العاملين نتيجة الاضطرابات، فإن التحويلات الدولارية التي ترسل إلى ذويهم في مصر قد تتراجع، ما يضيف ضغطًا إضافيًا على ميزان النقد الأجنبي في البلاد.

ارتفاع تكلفة تأمين الحدود

كما أضاف الخبير الاقتصادى، أن تكلفة تأمين الحدود الغربية مع ليبيا ترتفع بشكل كبير جدًا، نتيجة تعزيز الانتشار الأمني والتكنولوجي لمواجهة التهديدات، والتي تزيد كلفتها في حال القلاقل والاضطرابات.

بوادر استقرار

وأكد أنه رغم تلك التحديات فإن الأوضاع الميدانية في ليبيا تظهر مؤشرات على التهدئة والاستقرار التدريجي، وهو ما قد يعيد العلاقات التجارية، ودعم المصالح الاقتصادية للبلدين.

التسوية السياسية

وكان قد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن مصر الأكثر حرصاً على دعم كافة خطوات التسوية السياسية المطروحة بالملف الليبي، وحرص مصر على الحل الليبي-الليبي.
وجاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي، مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق أوسطية والشئون الأفريقية، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، وحسن رشاد، رئيس المخابرات العامة، والسفيرة هيرو مصطفى، سفيرة الولايات المتحدة في القاهرة، وجوشوا هاريس نائب مساعد وزير الخارجية لشئون شمال أفريقيا.

وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس السيسي أكد أهمية التوافق على حكومة موحدة تحظى بالمصداقية لدى الليبيين وبدعم سياسي من مجالس النواب والأعلى للدولة والرئاسي، وتكون مهمتها الأساسية إجراء الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن.
وأضاف أن السيسي شدد على ضرورة العمل على الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، مثمناً الجهود المشتركة بين مصر والولايات المتحدة وقطر للوساطة، ومؤكداً حرص مصر على استمرار هذا التنسيق في المرحلة المقبلة.

فيما أكد مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشئون العربية والشرق أوسطية والشئون الأفريقية، حرص الولايات المتحدة على استمرار الجهود المشتركة مع مصر لاستعادة الهدوء الإقليمي، بما يخدم مصالح كافة الأطراف.

ونقل "بولس" تحيات الرئيس "دونالد ترامب" للرئيس السيسي ، وهو ما ثمنه الرئيس، حيث أكد عمق العلاقات الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيزها في مختلف المجالات، بما يتفق مع مصالح البلدين.

وتطرق اللقاء أيضاً إلى الأوضاع في لبنان والسودان واليمن، حيث تم التأكيد على الضرورة القصوى لحماية الاستقرار في هذه الدول الشقيقة، والحفاظ على مقدراتها وصون أراضيها وسيادتها، كما تم تناول الأوضاع في القارة الأفريقية، بما في ذلك منطقتا القرن الأفريقي والساحل، وجهود تثبيت دعائم الإستقرار في دول المنطقتين، وتعزيز أدوار الحكومات ومؤسسات الدولة، بما يحقق مصالح شعوبهم.

تم نسخ الرابط