عاجل

بذراع واحدة.. قصة كفاح أبو علي في بيع سندوتشات السبيط والجمبري منذ 30 عاما

أبو علي
أبو علي

بين أزقة حي المنتزه بمدينة الزقازيق، يجلس رجل خمسيني على كرسي خشبي أمام محل صغير لا تتجاوز مساحته أمتارًا معدودة، إلا أن قلبه الطيب وسمعته العطرة امتدت إلى مختلف أنحاء الشرقية وبدأ يتوافد إليه الزبائن. لعم "أبو علي"، بائع سندوتشات الجمبري والسبيط. الذي لم تُهزمه الحياة وعثراتها. بل واجهها بذراع واحدة وإصرار لا ينكسر وبدأ بعد حادث كبير مشروعه دون دعم أحد.

في عمر الـ56، يواصل "أبو علي" صناعة الأمل كل صباح لا يستعصى عليه عسير. يروي لنيوز روم في حديث خاص أنه فقد ذراعه الأيسر قبل نحو عقدين وقتها كان في محاولة بطولية لإنقاذ شابين كادا يلقيان حتفهما تحت عجلات مقطورة جرار زراعي، ولم يندم لحظة واحدة، بل اعتبر ما حدث اختبارًا لصبره ورضاه بقدر الله.

أمام محله المتواضع، تجد الزبائن مصطفين، يأتون من كل مراكز المحافظة. لا شيء يميز المكان إلا نظافة لا تُخطئها العين، وابتسامة ترحب بالجميع، وروح مرحة تلامس القلب. يعكف "أبو علي" بنفسه على اختيار أجود أنواع الجمبري، ويقوم بتحضير السندوتشات بحرفية وعناية، في أوانٍ نظيفة، رافضًا أي مساعدة، مكتفيًا بما تبقى له من جسده وروحه الكبيرة.

رغم تقلبات السوق وغلاء الأسعار، لا تزال سندوتشات "أبو علي" تباع بأقل أسعار مقارنة بمثيلانها في السوق. فهو لا يلهث خلف الربح، بل يكتفي بالرزق القليل الذي يكفيه شر الحاجة، ويمنحه العيش بكرامة. يقول: "حب الناس كنز.. وأنا شاكر ربنا على كل شيء.. العمل عبادة، وأفضل من الجلوس على المقاهي".

يحمل "أبو علي" في قصته رسالة أمل لكل شاب، مفادها أن السعي لا يُضيع، وأن الرزق لا يحتاج سوى الإخلاص، والإرادة. يؤكد أنه سيواصل عمله حتى آخر نفس، وسيبقى مخلصًا لمهنته التي أحبها، والتي كانت له سندًا بعد فقدان ذراعه.

 

 

 

تم نسخ الرابط