عاجل

«مصر أم الدنيا».. نص كلمة الرئيس اللبناني في مباحثاته مع الرئيس السيسي

الرئيس السيسي ونظيره
الرئيس السيسي ونظيره اللبناني

وجه الرئيس اللبناني، جوزيف عون، الشكر إلى القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، على كل ما بذلته الدولة المصرية من جهود في دعم لبنان.

كلمة الرئيس اللبناني

وقال الرئيس اللبناني، خلال مباحثاته مع الرئيس السيسي اليوم في قصر الاتحادية، إنّ ذاكرةَ الناس، هي مستودعُ الحقيقة الأكثر صدقاً وعمقاً، فحين يقولون أنّ مصرَ أمُ الدنيا وأنّ بيروتَ ستُ الدنيا فهم يؤكدون للعالمِ أجمع، اننا أُخْوة أشقاء... منذ أزلِ الدنيا وحتى أبدِها وأخوّتُنا هذه هي فعلاً، من عمرِ التاريخ ففي معبدِ الكَرْنَك نقشٌ يحكي عن جبيل، منذ أكثرَ من ثلاثةِ آلافِ سنة وفي قلوبِنا جميعاً، نقوشٌ عن أُخوّتِنا، باقية لآلافٍ من التاريخِ الآتي.

 وتابع الرئيس اللبناني:" ومنذ البداية، جمعتنا نوازعُ الحرية فحين أُسكتت أقلامُ بيروت فاضت أدباً وصحافةً وسياسة، على ضفافِ النيل ويومَ حريقِ القاهرة، اتشحت بيروتُ بالسّواد، قائلا: " إنّ أُخوّتَنا العريقة هذه، أمانةٌ بين أيدينا اليوم لنجدِّدَها في عالمِنا المعاصر ولنبعثَها حيةً خلاقةً، في منطقتِنا العربية الراهنة وتجديدُ الأُخوّة في هذا الزمن، يقتضي منا ترسيخَها على مفهومِ عروبةِ المستقبل، لا الماضي أي على ضمانِ مصالحِ شعوبِنا ومنطقتِنا، في عصرٍ ثوريٍ يتطورُ ذاتياً وآنياً لذلك دعوتُ وأكرّرُ من هنا، إلى قيامِ نظامِ المصلحة العربية المشتركة ومن أُولى ركائزِه،  إقامةُ هيئةٍ جديةٍ، ناظمةٍ للمصالحِ المشتركة بين دولِنا وشعوبِنا وبلدانِنا إننا نحلمُ ونطمحُ إلى إقامةِ سوقٍ إقليميةٍ مشتركة قد نبدأُها بخطوةٍ واحدة فقط بين بلدين اثنين لا غيرثم نتوسّعُ بها عبرَ القطاعاتِ والجغرافيا حتى نحققَ خيرَ بلداننا وشعوبِنا كافة".

 

وأكد الرئيس اللبناني، إن لبنان يتطلع إطموحاً كهذا، يحتاجُ إلى استقرارٍ في منطقتنا والاستقرارُ الثابت، لا يقومُ إلا على سلامٍ دائم والسلامُ الدائم، لا يُبنى إلا على العدالة والعدالة لها تعريفٌ واحدٌ وحيد ألا وهو إعطاءُ كلِ الحقوق، لكلِ أصحابِها ...  وهذا ما أقرته الدولُ العربية في مبادرةِ بيروتَ للسلام سنة 2002 وهذا ما نتطلعُ إلى تجسيدِه في أقربِ وقت بهذا السلامِ بالذات، نشهدُ قيامَ دولةِ فلسطينَ السيدة المستقلة ونكافحُ التطرفَ والإرهابَ والفقرَ والجوعَ وأفكارَ الإلغاءِ وأهواءَ الإقصاء  وها أنا أؤكدُ أنّ لبنانَ، كلَ لبنان، لا يمكنُه أن يكونَ خارجَ معادلةٍ كهذه وأنْ لا مصلحةَ لأيِ لبناني، ولا مصلحة لأي بلدٍ وشعبٍ في منطقتنا، في أن يستثنيَ نفسَه من مسارِ سلامٍ شاملٍ عادل سلامٌ يبدأُ بتأكيدِ موقفِ لُبْنَانَ الثَّابِتِ وَالمُحِق، والمُتَمَثِّلَ بالتزامنا الكَامِلِ بِالقَرَارِ الدُّوَلِيِّ 1701، للحِفَاظِ عَلَى سِيَادَةِ لُبْنَانَ وَوَحْدَةِ أَرَاضِيهِ مع تشديدِنا على أَهمِّيَّةِ دَوْرِ القُوَّاتِ الدُّوَلِيَّةِ (اليُونِيفِيل) وضرورةِ وَقْفِ الأَعْمَالِ العَدَائِيَّةِ الَّتِي تَقُومُ بِهَا إِسْرَائِيل وَالعودةِ إلى أحكامِ اتفاقيةِ الهدنة للعام 1949، بما يَضْمَنُ عَوْدَةَ الِاسْتِقْرَارِ وَالأَمْنِ إِلَى الجَنُوبِ اللُّبْنَانِيِّ وَالمِنْطَقَةِ كَكُلٍّ.

ودعا الرئيس اللبناني، ندعو المُجْتَمَعَ الدُّوَلِيَّ إِلَى تَحَمُّلِ مَسْؤُولِيَّاتِهِ، فِي إِلْزَامِ إِسْرَائِيلَ بِتَنْفِيذِ الِاتِّفَاقِ الَّذِي تَمَّ التَّوَصُّلُ إِلَيْهِ بِرِعَايَةٍ أَمِيرِكِيَّةٍ وَفَرَنْسِيَّةٍ فِي 26 تِشْرِينَ الثَّانِي المَاضِي، وَالِانْسِحَابِ مِنَ كاملِ الأراضي اللبنانية، حتى حدودِنا الدولية المعترفِ بها والمرسّمة دولياً. وَإِعَادَةِ الأَسْرَى اللُّبْنَانِيِّينَ كافة كما نؤكدُ أَنَّ لُبْنَانَ يَحْرِصُ عَلَى قيامِ أَفْضَلِ العَلَاقَاتِ مَعَ الجارةِ سُورِيَا، وعَلَى أَهَمِّيَّةِ التَّنْسِيقِ وَالتَّعَاوُنِ بَيْنَ البَلَدَيْنِ لِمُوَاجَهَةِ التَّحَدِّيَاتِ المُشْتَرَكَةِ وَخَاصَّةً فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِمَلَفِّ النَّازِحِينَ السُّورِيِّينَ، وَضَرُورَةِ تَأْمِينِ عَوْدَتِهِمُ الآمِنَةِ وَالكَرِيمَةِ إِلَى بِلَادِهِمْ بحيث تَعْمَلُ حُكُومَتَا البَلَدَيْنِ في أسرع وقت، مِنْ خِلَالِ لِجَانٍ مُشْتَرَكَةٍ، تَمَّ الِاتِّفَاقُ عَلَى تَشْكِيلِهَا، لتحقيقِ ذلك، بما يضمنُ مصلحةَ البلدين والشعبين وإذ  يؤكدُ لُبْنَانُ دعَمَه كُلَّ الجُهُودِ الهَادِفَةِ إِلَى حِفْظِ وَحْدَةِ سُورِيَا وَسِيَادَتِهَا، وَتَلْبِيَةِ تَطَلُّعَاتِ شَّعْبِها، يُرَحِّبُ بِقَرَارِ رَفْعِ العُقُوبَاتِ عَنْها، آمِلًا أَنْ يُسَاهِمَ فِي تعافيها واسْتِقْرَارِ المِنْطَقَةِ.
 

وأوضح عون، أن لبنان كان دوماً رائداً من رُوادِ الأفكارِ البنّاءة في هذه المنطقة ميزتُه التفاضلية إنسانُه وقيمتُه المُضافة:  الحرية والتعددية معاً اليوم، نحن أمام تحدّي السلامِ لكلِ منطقتِنا ونحن جاهزون له نقولُ للعالمِ أجمع: وحدَه سلامُ العدالة ... هو السلامُ الثابتُ والدائم  ولنا ملءُ الثقة بأنّ العالمَ الساعي إلى السلامِ الحقيقي، وبفضلِ مساعدتِكم، وبفضلِ إسماعِ مصرَ لصوتِها وصوتِنا سيسمعُ وسيلبّي واجبَ الاستجابة.

 واختتم الرئيس اللبناني، كلمته قائلا: "أعمقُ الشكرِ لكم شخصيا ولكلِ مصرَ الحبيبة  على كلِ ما بذلتموه وشكرٌ أكبر على كلِ ما ستفعلونه، كلَ يومٍ أكثر .. عاشت مصر .. عاش لبنان"

 

تم نسخ الرابط