اشتباه بجماعات انفصالية بلوشية.. تفجير سيارة مفخخة في باكستان يوقع قتلى وجرحى

قُتل أربعة أشخاص وأُصيب 20 آخرون في تفجير بسيارة مفخخة قرب سوق تجارية في مدينة قلعة عبد الله بإقليم بلوشستان المضطرب جنوب غرب باكستان، حسب ما أعلنه مسؤولون حكوميون الإثنين.

وتسبب الانفجار في إلحاق أضرار بعدة محال تجارية وجدار خارجي لمبنى تابع لقوات الأمن شبه العسكرية، وفق ما أكده نائب المفوض عبد الله رياز.

أصابع الاتهام نحو الانفصاليين البلوش

لم تتبنَّ أي جهة التفجير حتى لحظة إعداد التقرير، لكن الشبهات تدور حول الجماعات الانفصالية البلوشية، التي غالبًا ما تستهدف القوات الأمنية والمدنيين في إقليم بلوشستان، وفي مقدمتها جيش تحرير بلوشستان (BLA)، المصنف كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة منذ عام 2019.

وأدان المتحدث باسم حكومة بلوشستان، شاهيد ريند، التفجير، مشيرًا إلى فتح تحقيق شامل لتحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.

تصعيد إقليمي وتحركات مثيرة للجدل

يأتي هذا الهجوم في وقت يشهد تصاعدًا في العمليات المسلحة التي تنفذها جماعة BLA، بالتزامن مع توتر متصاعد بين باكستان والهند.

وفي خطوة غير مسبوقة، دعت جماعة جيش تحرير بلوشستان الهند رسميًا لدعمها دبلوماسيًا وعسكريًا في بيان أصدرته في 11 مايو، نافية في الوقت نفسه أن تكون "ذراعًا بالوكالة" لنيودلهي، لكنها أكدت استعدادها لفتح جبهة جديدة ضد الجيش الباكستاني في مناطق قريبة من الحدود الأفغانية.

تحذير من صراع أوسع

وتأتي هذه التطورات بعد تبادل هجمات بين البلدين النوويين، إذ قصفت باكستان مواقع عسكرية هندية ردًا على هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ انطلقت من الجانب الهندي.

وقد أثارت هذه التصعيدات مخاوف من انزلاق المنطقة إلى نزاع أوسع، خصوصًا مع ازدياد نشاط الجماعات المسلحة العابرة للحدود مثل حركة طالبان باكستان.

ورغم نداء BLA، لم تُصدر الحكومة الهندية حتى الآن أي موقف رسمي حيال العرض أو التصريحات الأخيرة للجماعة البلوشية.

هشاشة أمنية مزمنة في بلوشستان

لطالما مثّل إقليم بلوشستان تحديًا أمنيًا كبيرًا للحكومة الباكستانية، إذ يعاني من تمرد طويل الأمد تقوده جماعات انفصالية تطالب بحكم ذاتي أو الاستقلال الكامل. ويُعد الإقليم غنيًا بالموارد الطبيعية لكنه يعاني من الفقر والتهميش، ما زاد من نقمة السكان المحليين وتغذية الفكر الانفصالي.