المشتبه به كان يحمل "أفكاراً عدمية"
تحديد هوية المشتبه به في تفجير مركز للخصوبة في كاليفورنيا

أعلنت السلطات الفيدرالية الأمريكية، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) حدّد هوية المشتبه به الرئيسي في تفجير قرب عيادة للخصوبة في مدينة بالم سبرينجز بولاية كاليفورنيا، واصفةً الهجوم بأنه "عمل إرهابي متعمد".
وقال أكيل ديفيس، مساعد مدير مكتب الـFBI في لوس أنجلوس، خلال مؤتمر صحفي، إن المشتبه به يُدعى جاي إدوارد بارتكوس (25 عاماً)، وكان يحمل أفكاراً عدمية خطيرة (Nihilistic ideations)، واستهدف المركز بشكل متعمد.
تفاصيل الانفجار وتبعاته
وقع الانفجار قرابة الساعة 11 صباحاً بالتوقيت المحلي، يوم السبت، خارج مركز "أمريكان ريبروكتيف سنتر" للخصوبة، حيث تم تفجير عبوة ناسفة داخل سيارة فضية من طراز "فورد فيوجن" موديل 2010. وأسفر الانفجار عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، فيما تم التأكيد على أن الأجنة المخزنة داخل المركز لم تتضرر.
ورجّح ديفيس أن بارتكوس توفي في الانفجار نفسه، مشيراً إلى أنه كان يحاول بث الهجوم مباشرة عبر الإنترنت. وقد تم العثور على جثته قرب السيارة، وتبين أنه لم يكن مدرجاً على أي لائحة مراقبة أمنية قبل الحادث.
تحقيقات موسعة وبيان محتمل
أوضح الـFBI أن السلطات تنفذ تفتيشاً قضائياً معتمداً في منزل المشتبه به، وتُحقق أيضاً في وجود بيان إلكتروني (مانيفستو) منسوب إليه، يتضمن أفكاراً متطرفة تُبرر الهجوم على أساس "رفض الحياة البشرية"، وهو ما وصفته الصحف الأمريكية بـ"النزعة المؤيدة للفناء (Pro-mortalist)".
وقد أظهرت تسجيلات مصورة حجم الدمار الذي خلّفه الانفجار، حيث تسبب في ثقب ضخم بجدار العيادة وأضرار جسيمة في المبنى. ووصف ديفيس موقع الانفجار بأنه "أكبر مسرح جريمة ناتج عن تفجير في تاريخ جنوب كاليفورنيا".
تزايد المخاوف من الإرهاب الداخلي
أعاد التفجير تسليط الضوء على مخاطر التهديدات الداخلية في الولايات المتحدة، لا سيما من الأفراد الذين يحملون أفكارًا متطرفة دون انتماء تنظيمي واضح. ويأتي هذا الحادث ضمن سلسلة من الهجمات الفردية ذات الدوافع الأيديولوجية أو النفسية، والتي باتت تمثل تحدياً كبيراً للأجهزة الأمنية الأمريكية في ظل صعوبة التنبؤ بها.
دور الإنترنت في نشر التطرف
أشارت التحقيقات الأولية إلى أن المشتبه به قد استخدم منصة إلكترونية لبث أفكاره العدوانية والعدمية، وهو ما يعكس دور الإنترنت المتزايد في نشر الفكر المتطرف وتسهيل التخطيط للعمليات العنيفة. ويبحث مكتب التحقيقات الفيدرالي في مدى تفاعل المشتبه به مع مجتمعات إلكترونية مغلقة قد تكون ساعدته أو غذّت توجهاته الفكرية.