اتفاق مبدئي بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يمهّد لعودة العلاقات بعد «بريكست»

توصلت بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق مبدئي يشمل ملفات الأمن والدفاع ومصايد الأسماك وتنقل الشباب، وفق ما أعلنه مسؤولون أوروبيون، وذلك قبيل عقد قمة أوروبية-بريطانية مرتقبة في لندن، اليوم الإثنين.

وتم توزيع نص "تفاهم مشترك" بين الجانبين على ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ببروكسل، ويجري حالياً تمريره عبر إجراءات تصديق مكتوبة من قِبل الدول الـ27. وبحسب دبلوماسي أوروبي، فإن كافة الدول الأعضاء "راضية عن ما تم الاتفاق عليه حتى الآن".

عودة الشركات البريطانية إلى مشاريع الدفاع الأوروبية

من أبرز ما يتضمنه الاتفاق الجديد، السماح للشركات البريطانية بالمشاركة في مشاريع الدفاع الكبرى التابعة للاتحاد الأوروبي، وهو ما يُعد تحولاً لافتاً في التعاون العسكري بعد سنوات من الانفصال المؤسساتي عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

ويُتوقع أن يفتح هذا الاتفاق الباب أمام لندن للمشاركة في مبادرات استراتيجية أوروبية، ما يعزز من قدرات الأمن الجماعي على مستوى القارة الأوروبية، في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة.

قمة رفيعة المستوى في لندن

تُعقد القمة الأوروبية-البريطانية في وقت لاحق اليوم في العاصمة البريطانية، ويشارك فيها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.

وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين: "كل المؤشرات تدل على أن القمة ستكون ناجحة وبنّاءة"، مشيرًا إلى أن هذا الاتفاق سيمثل أكبر عملية إعادة ضبط للعلاقات الثنائية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

استعادة الثقة بعد سنوات من التوتر

يمثل هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو استعادة الثقة بين لندن وبروكسل، بعد سنوات من التوترات التي أعقبت انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عام 2020. ويُنظر إليه على أنه نقطة تحوّل في العلاقة الثنائية، تعيد بعض قنوات التعاون الحيوية التي جُمّدت بسبب الخلافات المتراكمة في ملفات التجارة والهجرة والدفاع.

مكاسب اقتصادية واستراتيجية

من شأن السماح للشركات البريطانية بالمشاركة في المشاريع الدفاعية الأوروبية أن يُعزز قطاع الصناعات العسكرية والتكنولوجية في بريطانيا، ويفتح أمامها أسواقًا جديدة وفرص تمويل من برامج الاتحاد الأوروبي. كما يُعزز هذا التعاون الجهود الأوروبية لتقوية الأمن القاري في ظل التحديات المتزايدة شرق أوروبا ومنطقة المتوسط.