بتكليف من رئاسة مجلس الوزراء.. اجتماع عاجل لحل أزمة انقطاع المياه بالغردقة

يُعقد اليوم الاثنين اجتماع يضم وزيري التخطيط والإسكان ومحافظ البحر الأحمر، بناءً على تكليفات وتدخل عاجل من رئيس مجلس الوزراء، وتوجيهاته بهدف وضع الحلول العاجلة لأزمة مياه الشرب بمدينتي الغردقة ورأس غارب، وتوفير الفلاتر اللازمة لمحطة مياه التحلية، وإجراء الصيانة المطلوبة لخط الكريمات. 

وقد تم التنسيق مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بالإضافة إلى الدفع بـ25 سيارة مياه للمدينة لتقليل عدد المناوبات، لحين حل المشكلة بشكل كامل، ضمن جهود الدولة بكافة أجهزتها المعنية لحل أزمة مياه الشرب بمدينة الغردقة.

وشهدت مدينة الغردقة خلال الأيام الماضية أزمة كبيرة في توافر مياه الشرب، نتيجة تكرار الكسور والأعطال في خط مياه الكريمات المغذي للمدينة، وتوقف الضخ، وعدم تشغيل محطة تحلية اليسر بكامل طاقتها الإنتاجية، ما أدى إلى تأخر ضخ المياه للأهالي في معظم الأيام لنحو 8 أيام، وتعددت شكاوى واستغاثات المواطنين لمسؤولي المحافظة ومجلس الوزراء من انقطاع المياه وخلو خزاناتهم.

وكشف محافظ البحر الأحمر، اللواء عمرو حنفي، عن قيامه بعرض شكاوى المواطنين بشأن أزمة نقص المياه في الغردقة على رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، الذي استجاب سريعًا ووجه بعقد اجتماع عاجل بحضور المحافظ ووزيري التخطيط والإسكان والجهات المختصة اليوم الإثنين.

وأوضح المحافظ أن سبب الأزمة يعود إلى قيام الجهات المختصة باستبدال الفلاتر الخاصة بمحطة تحلية اليسر بعد انتهاء صلاحيتها، ما أدى إلى عدم انتظام الضخ ووجود عجز في حجم المياه اليومي، إلى جانب تهالك خط الكريمات الذي يزوّد المدينة بنحو 30 ألف متر مكعب من المياه.

وأشار إلى أنه أجرى اتصالًا هاتفياً عاجلاً برئيس الوزراء، الذي استجاب فورًا ووجه بالتنسيق مع وزير الإسكان، المهندس شريف الشربيني، لعقد الاجتماع ووضع حلول عاجلة

وأعلن المحافظ عن اتفاقه مع وزير الإسكان على استيراد الفلاتر الخاصة بالمحطة جوًا وتركيبها خلال 15 يومًا، لرفع كفاءة محطة اليسر وزيادة معدل ضخ المياه اليومي من 40 إلى 60 ألف متر مكعب، وهو المعدل الطبيعي.

وأكد محافظ البحر الأحمر تقديمه اعتذارًا لأهالي الغردقة، موضحًا أن الأزمة خارجة عن الإرادة، ومتعهدًا ببذل أقصى جهد لحلها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وكانت أزمة مياه الشرب قد تفاقمت مؤخرًا بمدينتي الغردقة ورأس غارب، وسط مطالبات بتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لصيانة وتجديد خط مياه الكريمات – الغردقة، الذي يُعد الشريان الرئيسي لإمداد المدينتين بالمياه. وتكررت الأعطال المفاجئة والكسور في أجزاء متفرقة من الخط، ما تسبب في انقطاع المياه عن الأحياء والمناطق السياحية لمرات عدة، وأثار قلق المواطنين والعاملين في القطاع السياحي.

ويمتد خط الكريمات – الغردقة لمسافة تقارب 500 كيلومتر، وينقل المياه من محطة الكريمات بمحافظة بني سويف إلى الغردقة، عبر الصحارى والجبال والوديان، ويخدم مئات الآلاف من المواطنين، بالإضافة إلى الفنادق والمنشآت السياحية والصناعية. وعلى الرغم من أهميته، إلا أن أجزاء كبيرة منه تعاني من التهالك، حيث مرّ أكثر من 30 عامًا على إنشائه دون إجراء عمليات إحلال وتجديد شاملة، ما يجعله عرضة للانفجارات والكسور المتكررة، خاصة في مناطق الضغط العالي والوصلات الضعيفة.

وطالب المواطنون بسرعة إنشاء محطة تحلية جديدة في رأس غارب لتقليل الاعتماد على خط الكريمات، في ظل التوسع العمراني والسياحي الذي تشهده المدينة.

وأكدت شركة مياه الشرب بالبحر الأحمر في بيان لها أن فرق الطوارئ تبذل جهودًا كبيرة لإصلاح الأعطال واستئناف ضخ المياه في أقرب وقت.

وطالب الأهالي بسرعة تخصيص الاعتمادات المالية اللازمة لتجديد خط الكريمات بالكامل، مشيرين إلى أن تكلفة الإصلاح أقل بكثير من الخسائر الناتجة عن انقطاع المياه، وقالوا: "لا يمكن أن تعتمد مدينة سياحية كبرى على خط مياه متهالك ينهار كل بضعة أشهر". 

وأضاف الأهالي: “أرسلنا مخاطبات رسمية إلى وزارتي التخطيط والإسكان، وندعو الحكومة إلى وضع هذا المشروع على رأس أولوياتها قبل أن تقع كارثة حقيقية” .

وشدد المواطنون على أن الأمر لم يعد يحتمل التأجيل، وطالبوا بخطة واضحة ومعلنة بشأن مستقبل الخط، وجدول زمني محدد للتجديد والصيانة، مع توفير التمويل اللازم ومتابعة التنفيذ ميدانيًا، لضمان استمرار توافر مياه الشرب في مدينة تعد من أهم واجهات مصر السياحية عالميًا