خريطة عسكرية لتقسيم القطاع
خريطة إسرائيلية مسربة تكشف خطة لإعادة تقسيم غزة إلى مناطق مغلقة

كشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، استناداً إلى دبلوماسيين مطلعين، عن خريطة مسربة لخطة إسرائيلية جديدة تهدف إلى إعادة تقسيم قطاع غزة إلى ثلاث مناطق مدنية منفصلة، تفصلها أربع مناطق عسكرية خاضعة لسيطرة مشددة.
ويُرجح تنفيذ الخطة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس خلال الأيام المقبلة، وفقاً لمصادر دبلوماسية.
قيود مشددة وممر عسكري
وتحمل الخطة الإسرائيلية عنوان "المرحلة الثالثة: السيطرة الكاملة على غزة"، وتنص على منع تنقل المدنيين بين المناطق الثلاث من دون تصاريح أمنية، مع إخضاع جميع البضائع لرقابة شديدة باستخدام رموز إلكترونية (باركود).
ويُخطط الجيش الإسرائيلي لبناء ممر عسكري جديد يربط جنوب القطاع بوسطه، سيكون أضيق من ممر نتساريم القائم حالياً، الذي يبلغ عرضه نحو 4 كيلومترات، وسيُستخدم لفصل السكان في رفح عن بقية مناطق القطاع.

توسيع المنطقة العازلة
تُظهر الخريطة أن إسرائيل تعتزم توسيع المنطقة العسكرية شمال القطاع فوق بيت لاهيا وبيت حانون، لبناء طرق ومواقع تمركز جديدة لجيش الاحتلال، إضافة إلى منطقة عازلة واسعة تحيط بغزة من كافة الجهات، في خطوة تُعيد رسم الواقع الجغرافي والديموغرافي في القطاع.
مواقع إنسانية خاضعة للجيش
وتتضمن الخطة إنشاء ما يصل إلى 12 موقعاً داخل المناطق المدنية لتوزيع المساعدات، ستتولاها شركات خاصة بإشراف الجيش الإسرائيلي، وهو ما أثار انتقادات حادة من منظمات إنسانية، معتبرين أن ذلك يشكل تسييساً واضحاً للمساعدات الإنسانية.
رفض رسمي وتحركات دبلوماسية
رفض متحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على فحوى التسريبات، بينما تواصلت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، حيث أعلن الجيش، الأحد، بدء عملية برية واسعة في شمال وجنوب القطاع تحت اسم "عربات جدعون"، في إطار تصعيد عسكري مستمر منذ منتصف مارس الماضي.
تعثر المفاوضات في الدوحة
في موازاة التصعيد، بدأت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، في العاصمة القطرية الدوحة، إلا أن مصادر من الطرفين أكدت أن المباحثات لم تحرز تقدماً ملموساً، ما يعزز احتمال تنفيذ الخطة الإسرائيلية بالكامل في حال فشل المسار السياسي.