انتشار "شوكولاتة دبي" يتسبب فى نقص أنوع الفستق فى الأسواق العالمية!

في مفارقة مثيرة بين الحلوى والأزمات الاقتصادية، تسببت شوكولاتة دبي ، التي انتشرت عبر تطبيق "تيك توك" في نقص عالمي بحبوب الفستق ، ما يعكس التأثير القوي لمواقع التواصل الاجتماعي على الأسواق الزراعية، حتى في أكثر السلع دقةً وتخصصًا، وذلك نقلاً عن تقرير نشرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية 

شوكولاتة واحدة.. 120 مليون مشاهدة!

بدأت القصة أواخر عام 2023، عندما نشر أحد المستخدمين على تيك توك مقطعًا يُشيد بلوح شوكولاتة دبي ، ومُحشو بكريمة الفستق الأخضر، خلال أشهر قليلة، حصد الفيديو أكثر من 120 مليون مشاهدة، وتحوّل المنتج المعروف باسم "شوكولاتة دبي" إلى ظاهرة رقمية.

توالت بعدها المقاطع التي توثق تجربة تذوق هذا اللوح الاستثنائي، ومع كل مشاركة، ارتفع الطلب العالمي على نوع محدد من الفستق: الفستق الحلبي عالي الجودة، الذي يُستخدم في تصنيع هذه الحشوة الغنية.

الاسم الذي أربك السوق

اللوح الشهير يحمل اسمًا طريفًا: "لا أستطيع الحصول على كنافة" – وهو تلاعب لغوي مستوحى من حلوى الكنافة الشرقية التقليدية، قامت شركة الشوكولاتة الإماراتية الفاخرة "فيكس" بابتكار هذا اللوح الذي يجمع بين شوكولاتة الحليب، وعجينة الكنافة المبشورة، وكريمة الفستق.

هذا الدمج الذكي بين النكهات العربية والمذاق الغربي ساعد في رفع شعبية المنتج بشكل هائل، خاصة بين عشاق الحلويات الفاخرة والمؤثرين على السوشيال ميديا.

ارتفاع الأسعار ونقص المعروض عالميًا

بحسب تقرير "ذا غارديان"، فإن تداعيات هذا الهوس بـ شوكولاتة دبي لم تتوقف عند حدود الذوق، بل امتدت لتؤثر على العرض العالمي للفستق، حيث ارتفع سعر الرطل من 7.65 دولارًا إلى 10.30 دولارًا، وذلك في ظل ضعف محصول الفستق في الولايات المتحدة – أكبر مصدر عالمي له.

ورغم أن المحصول الأمريكي لعام 2024 كان أعلى جودة من المعتاد، إلا أنه كان أقل كمية، وغالبًا ما جرى تسويقه كمكسرات كاملة بقشرها، مما زاد الضغط على الكمية المتاحة لتصنيع الحلويات.

إيران والإمارات.. علاقة تجارية تتوسع

من جهة أخرى، شهدت صادرات إيران من الفستق إلى الإمارات ارتفاعًا بنسبة 40% خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنةً بالعام الذي سبقه، ويُعتقد أن الطلب المتزايد من شركات الحلويات في الإمارات، خاصة مع توسّع تجارة "شوكولاتة دبي"، لعب دورًا أساسيًا في هذا النمو.

شركات الشوكولاتة العالمية تلحق بالركب

الشعبية المتزايدة لمنتجات الفستق دفعت علامات تجارية كبرى مثل "لاديراخ" و"ليندت" إلى ابتكار نسخ خاصة بها من ألواح شوكولاتة الفستق، لكن كما أوضح تشارلز جاندرو، المدير العام لمجموعة "بريستات" البريطانية، فإن الطلب فاجأ الصناعة، وقال: "الأمر بدا وكأنه ظهر من العدم، فجأة أصبح في كل متجر!".

وقد بدأت بعض المتاجر بالفعل في تقنين بيع هذه الألواح، بحيث لا يُسمح بشراء أكثر من واحدة أو اثنتين لكل زبون.

منصة تيك توك.. لاعب جديد في السوق الزراعي؟

رغم غرابة الأمر، فإن "تيك توك" أظهر قدرة غير مسبوقة على التأثير في سلاسل الإمداد، وتحريك الطلب العالمي على منتج زراعي بناءً على ترند رقمي، فما بدأ كاستعراض بسيط لحلوى شهية، تحوّل إلى عامل ضغط اقتصادي طال مزارعي الفستق في كاليفورنيا ووسط تجار الجملة في طهران.