الطاقة المتجددة.. فرصة اقتصادية واعدة لمصر وسط التحديات المناخية

بينما يواجه العالم تحديات متزايدة بفعل التغيرات المناخية، وارتفاع أسعار الطاقة التقليدية، تبرز الطاقة المتجددة كفرصة ذهبية أمام الاقتصادات الناشئة، لتعزيز أمن الطاقة بها وتحقيق تنمية مستدامة.
وفي هذا السياق، تسعى مصر إلى ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للطاقة النظيفة، من خلال التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بما يدعم خطط الدولة نحو تنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويفتح المجال أمام استثمارات نوعية تخلق وظائف وتُحرك عجلة الاقتصاد الأخضر.
مخاوف عالمية
على خلفية ما يواجهه العالم من مخاوف شديدة بشأن المناخ، والسعي لإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة، أصبحت الطاقة المتجددة عنصرًا رئيسيًا في السياسات الاقتصادية والبيئية الدولية. وتبرز الطاقة الشمسية وطاقة الرياح كمحركات رئيسية لهذا التحول، إلى جانب مصادر أخرى مثل الطاقة الكهرومائية والحرارية الأرضية، ما يدعم ضخ استثمارات ضخمة من القطاعين العام والخاص لتوسيع الاعتماد على الطاقة النظيفة.
إمكانات مصر
أكد الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادي، أن مصر تمتلك إمكانات ضخمة في مجال الطاقة المتجددة، خاصة من الشمس والرياح، تؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة. لكن الأهم هو وضع إطار تنظيمي واستثماري مستقر يجذب رؤوس الأموال، ويُسهم في توطين الصناعات المرتبطة كالخلايا الشمسية وتوربينات الرياح.
تعزيز البنية التحتية
وأضاف في تصريح خاص لـ "نيوز رووم": "لكي نجني الفوائد القصوى من هذا التحول، نحتاج إلى تعزيز البنية التحتية الذكية، مثل الشبكات المرنة وأنظمة التخزين، إلى جانب برامج تدريب وتأهيل فني متطورة تُعد العنصر البشري للتعامل مع التكنولوجيا المتقدمة بكفاءة."
وأكد أنه مع استمرار تبني مصر للتقنيات التكنولوجية الحديثة وتوسيع الشراكات الإقليمية والدولية، تبدو الفرصة سانحة أمام الاقتصاد المصري للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون وأكثر تنافسية. ويظل الاستثمار في الطاقة المتجددة قرارًا استراتيجيًا، لا يقتصر أثره على الحاضر فقط، بل يُمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا واستدامة للأجيال القادمة.
فرصة استراتيجية
ومن جانبه قال الدكتور رمزي الجرم، الخبير الاقتصادي، إن التحول إلى الطاقة المتجددة ليس فقط ضرورة بيئية، بل فرصة استراتيجية لتحفيز الاقتصاد المصري، من خلال تنويع مصادر الدخل، وتوطين الصناعات المرتبطة بالطاقة النظيفة. كما أن دمج الطاقة المتجددة في البنية التحتية الحالية سيساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ويعزز من كفاءة استخدام الموارد، ويوفر بيئة صحية ومستقرة اقتصاديًا على المدى البعيد.
تكاليف مرتفعة
وأضاف في تصريح خاص لـ "نيوز رووم": "رغم التكاليف المرتفعة في المراحل الأولى، إلا أن هذه النفقات ستنخفض تدريجيًا مع توسع المشروعات، نتيجة توزيع التكلفة على نطاق أوسع، وهو ما سيؤدي إلى تعزيز الجدوى الاقتصادية للقطاع."
مشروعات مصرية
وقد بدأت مصر خطواتها الجادة منذ سنوات في هذا المسار، وظهر ذلك بوضوح، من خلال تنظيم مؤتمر المناخ "COP27" في شرم الشيخ، الذي عُرفت حينها بـ"المدينة الخضراء"، بالإضافة إلى مشروع محطة "بنبان" الشمسية في أسوان، الذي يُعد أحد أكبر المشروعات في إفريقيا، ومزرعة "الزعفرانة" لطاقة الرياح على ساحل البحر الأحمر.
التحديات والفرص
ورغم التحديات المرتبطة بارتفاع التكلفة الاستثمارية الأولية، إلا أن الحكومة تسعى إلى تجاوز هذه العقبة من خلال الشراكة مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية، بما يضمن عوائد مستقبلية مستدامة، ويُخفف من الأعباء التمويلية على الدولة.