"دروس من نيقية".. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني لرؤساء الكنائس

"هذا يوم مفرح ومجيد في تاريخ كنائسنا الأرثوذكسية وسط أفراح القيامة. نرحب بكل قلوبنا بالآباء أصحاب القداسة والآباء المطارنة والأساقفة وباسم المطارنة والأساقفة والكهنة والشعب والرهبان والراهبات أرحب بكم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفي الكاتدرائية المرقسية بالعباسية."
• حدث للتاريخ:
"في هذا اليوم التاريخي الذي نصليه لأول مرة في الكاتدرائية المرقسية
يجب أن يسجل في تاريخ الكنيسة، ونجتمع معًا البطاركة والأساقفة، على غرار مجمع نيقية، فهذا اليوم هو امتداد لما حدث من ١٧٠٠ سنة. وكأننا في الكنيسة نختصر الزمن، فما حدث من ١٧٠٠ سنة يحدث أمامنا اليوم، وكما اجتمع وقتها البطاركة والأساقفة في كنائس العالم ليناقشوا بدعة ظهرت في الإسكندرية وكادت أن تشق الكنيسة، فاجتمع الآباء بقلب واحد وفكر واحد وظهر بينهم القديس أثناسيوس الرسولي الذي كان شماسًا ورسمه البابا ألكسندروس كاهنًا وكان مدافعًا قويًّا عن الإيمان."
• تراث حي:
"ما حدث منذ ١٧٠٠ عام ها هو حي في كنيستنا واليوم نجتمع بالمحبة الكاملة هنا، ونصلي معًا، ونرفع قلوبنا أمام الله في وحدة إيمانية قوية، نصلي أن تدوم إلى المنتهى."
• احتفالنا بذكرى "نيقية":
"بمناسبة مجمع نيقية المسكوني الذي عقد عام ٣٢٥ ميلادية عقدنا بالأمس جلسة رمزية، الآباء البطاركة والمطارنة والأساقفة من الثلاث كنائس، تَلَوْنا فيها قانون الإيمان ثم استمعنا لقوانين مجمع نيقية العشرين، وطرحت بعض المقترحات التي تزيد محبتنا بشكل أكبر."
•٣ دروس نتعلمها من مجمع نيقية:
١- المجمعية:
أي أن نجلس معًا ونتناقش فيما يشغلنا، وما أروع أن يكون النقاش على أرضية المحبة. فكما صنع الآباء في نيقية وكما عاشوا طوال حياتهم يجب أن نفعل نحن أيضًا هذا. واستمر هذا التقليد في كنائسنا بأن تجتمع المجامع المقدسة وتتناقش وتتحاور وتقدم فكرًا وعملاً في أمور الخدمة والرعاية والتدبير.
٢- التلمذة (البابا ألكسندروس وتلمذته القديس أثناسيوس):
البابا ألكسندروس حاول أن يضم الجميع في فكر واحد وإيمان واحد وتعبير واحد ولكن آريوس ومن شايعه انحرفوا عن إجماع الكنيسة، وعُقِد المجمع، وأخذ البابا ألكسندروس معه شماسًا وهو أثناسيوس الذي كان إنسانًا تقيًّا وفصيحًا ودارسًا وعارفًا بما في الكتب. وصار أثناسيوس نجمًا وسط آباء المجمع الذين شاركوا في وضع قانون الإيمان، وهنا نتوقف أمام هذه الصورة فالبابا ألكسندروس رأى في الطفل أثناسيوس نضوجًا جعله يأخذه ويتلمذه وحينما ذهب إلى المجمع استطاع أن يواجه الفكر المنحرف.
٣- وضع الإيمان في صورة قانون:
ميزة القانون أنه يحدد ويوضح دون لبس، وقانون الإيمان في الكنيسة يقدم صيغًا محددة للإيمان، وإيماننا بالصليب والقيامة الذي عاشت الكنيسة من أيام السيد المسيح تمت صياغته في صورة قانون له ألفاظ محددة، والكنيسة التي تردده تصبح كنيسة مسيحية، وكل مسيحيي العالم لديهم الكتاب المقدس ويتلون قانون الإيمان، ولهم رجاء في الملكوت، ويوجهون نظرهم نحو شخص المسيح له المجد.
القداس الإلهي المشترك بين الآباء بطاركة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط احتفالاً بمرور ١٧ قرن علي مجمع نيقية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، القاهرة
The Shared Holy Liturgy Prayed by the Patriarchs of the Oriental Orthodox Churches in the Middle East, Celebrating 17 Centuries Since the Council of Nicaea, at St Mark’s Cathedral, Abbassia, Cairo, Egypt