عاجل

نور الشربيني.. رحلة فتاة من الإسكندرية تعادل أسطورة العالم في الإسكواش

نور الشربيني
نور الشربيني

نور الشربيني فازت بقلبها الثامن في بطولة العالم للإسكواش، وسط أجواء الترقب على أرض الملعب في شيكاغو، حيث ارتفعت مضارب الإسكواش، واحتدمت الأنفاس،و لم تكن مجرد مباراة، بل تتويجًا لسنوات من العزيمة والتحدي، من طفلة تخطت إصابات قاسية، إلى نجمة عالمية تسير بخطى واثقة نحو التاريخ.

نور الشربيني تحقق إنجاز تاريخي

في نهائي مصري خالص، واجهت نور مواطنتها هانيا الحمامي، وتمكنت من الفوز بنتيجة 3-1، لتُعادل رقم الماليزية الأسطورية نيكول ديفيد، صاحبة الرقم القياسي في عدد ألقاب العالم. لم يكن الفوز مجرد رقم، بل لحظة امتزجت فيها دموع الفرح بذكريات طويلة من الألم والتحديات.

نور الشربيني
نور الشربيني

بداية الحكاية: طفلة بمضرب كبير

في عمر الثالثة عشرة، كانت نور الشربيني أصغر من أن تقف بين كبار اللعبة، لكنها فاجأت الجميع بحصد لقب بطولة العالم للناشئين، حينها بدأ العالم يلتفت إلى الفتاة المصرية القادمة من شوارع الإسكندرية. 

موهبة فطرية وأسلوب لعب ساحر جعلها محط الأنظار، قبل أن تُصدم في بداية مشوارها بإصابة عنيفة في الركبة كادت أن تضع حدًا لحلمها.

"الدكاترة قالوا إنها لازم تبطل إسكواش"، يروي والدها عاطف الشربيني، الذي لم يفقد الأمل أبدًا، سافرت العائلة إلى ألمانيا بحثًا عن أمل في العلاج، وهناك خضعت لعملية دقيقة، وعادت إلى الملاعب بعد ثلاثة أشهر فقط، متحدية كل التوقعات الطبية.

نور الشربيني
نور الشربيني

من الألم إلى القمة

منذ تلك العودة المعجزة، لم تترك نور المضرب أبدًا، استمرت في التقدم، حصدت ألقابًا كبرى مثل بطولة بريطانيا المفتوحة، وصعدت إلى منصات التتويج العالمية، وتُوجت بوسام الجمهورية من الطبقة الأولى. 

تقول عائلتها إن هدوءها النفسي هو سر نجاحها، فهي تدخل المباريات بذهن صافٍ وتركيز حديدي، توازن بين اللعب والاستمتاع وكأنها في نزهة لا معركة.

"بتتمرن مرتين في اليوم"، يقول والدها، الذي يرافقها دائمًا في البطولات كداعم صامت، يكتفي بنظرة يملؤها الأمان بين كل نقطة وأخرى في المباراة، فتفهم ابنته الرسالة: "أنا هنا، واثق فيك".

نور الشربيني
نور الشربيني

منافسة لا تنتهي

رغم تصدرها التصنيف العالمي، تعرف نور جيدًا أن البقاء على القمة أصعب من الوصول إليها. تتوالى المواهب الجديدة، والتحديات تكبر، لكنها تواجهها بتواضع واحترام. في المؤتمرات الصحفية، لا تتحدث عن نفسها، بل تُشيد بزميلاتها ومنافِساتها، مؤكدة أن كل لاعبة في المراكز العشرين يمكنها الفوز.

"إحنا ماشيين خطوة بخطوة"، يكرر والدها العبارة التي تلخص فلسفة نور في الحياة، لا استعجال، لا غرور، فقط التزام وجهد وإيمان بأن القادم دائمًا أجمل.

نور الشربيني
نور الشربيني

بطلة بحجم وطن

نور الشربيني ليست فقط بطلة على الملعب، بل قصة إنسانية ملهمة لآلاف الفتيات، فتاة حلمت، تعثرت، قاومت، وعادت أقوى. لم يكن لقبها الثامن نهاية الرحلة، بل بداية فصل جديد من تاريخ لا يُكتب إلا بالإرادة، في كل ضربة مضرب، تكتب نور سطرًا جديدًا في سجل الأبطال، وتُذكرنا بأن الطموح لا يعرف المستحيل.

تم نسخ الرابط