"جنرال موتورز" تشن حملة مكثفة لإلغاء إلزام كاليفورنيا بالسيارات الكهربائية

تشن شركة "جنرال موتورز (GM)"عملاق صناعة السيارات الأمريكي، حملة ضغط مكثفة بهدف إلغاء التفويض الذي أصدرته ولاية كاليفورنيا والذي يلزم بزيادة حصة السيارات الكهربائية في مبيعات السيارات الجديدة تدريجيًا، وفقًا لتقرير صحيفة WSJ"". 

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الشيوخ للتصويت، في أقرب تقدير الأسبوع المقبل، على إجراء يهدف إلى سحب الإعفاء الفيدرالي الممنوح لكاليفورنيا والذي يسمح لها بوضع معايير انبعاثات أكثر صرامة من المعايير الفيدرالية.

وتُظهر هذه الخطوة تحولًا في موقف "جنرال موتورز"، التي كانت تعتبر من أوائل الشركات التي تبنت التحول نحو السيارات الكهربائية، حتى أنها تخلت مؤخرًا عن هدفها الطموح ببناء 400 ألف سيارة كهربائية بحلول منتصف عام 2024. ويبدو أن الشركة الآن تخشى من أن يؤدي الالتزام الصارم بجدول كاليفورنيا للتحول الكهربائي إلى إلحاق الضرر بأعمالها.

جنرال موتورز تحذر من "معايير انبعاثات غير واقعية" وتناشد الموظفين

في رسالة بريد إلكتروني داخلية تم تسريبها، ناشدت "جنرال موتورز" الآلاف من موظفيها لتقديم المساعدة في جهودها الرامية إلى إلغاء تفويض كاليفورنيا. وحذرت الشركة من أن "معايير الانبعاثات التي لا تتماشى مع حقائق السوق تشكل تهديدًا خطيرًا لأعمالنا من خلال تقويض خيارات المستهلكين والقدرة على تحمل تكاليف المركبات".

وتجادل الشركة بأن الإلزام الصارم بالسيارات الكهربائية يتجاهل تفضيلات المستهلكين وقدرتهم الشرائية، مما قد يؤدي إلى تباطؤ مبيعات السيارات بشكل عام ويؤثر سلبًا على ربحية الشركة. كما تسعى الشركة إلى إقناع المشرعين بأن وتيرة التحول إلى السيارات الكهربائية يجب أن تكون أكثر مرونة وتستند إلى طلب السوق الحقيقي.

صراع متصاعد حول مستقبل السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة

تعكس هذه الخطوة من جانب "جنرال موتورز" صراعًا متزايدًا في الولايات المتحدة حول سرعة ونطاق التحول إلى السيارات الكهربائية. فبينما تتبنى بعض الولايات، بقيادة كاليفورنيا، أهدافًا طموحة للحد من الانبعاثات وتشجيع استخدام السيارات الكهربائية، ترى شركات صناعة السيارات وبعض الولايات الأخرى أن هذه الأهداف غير واقعية وقد تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية.

ومن المتوقع أن يشهد التصويت المرتقب في مجلس الشيوخ الأمريكي مواجهة حادة بين دعاة حماية البيئة والاقتصاد الأخضر من جهة، وصناعة السيارات والجهات التي تخشى من التداعيات الاقتصادية للتحول السريع إلى السيارات الكهربائية من جهة أخرى. وستكون نتيجة هذا التصويت حاسمة في تحديد مسار مستقبل صناعة السيارات في الولايات المتحدة وتأثيرها على جهود مكافحة تغير المناخ.