إيران تُعلن استعدادها لإعادة بناء "الثقة المتبادلة" مع أوروبا

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجى، اليوم الأحد، استعداد بلاده لإعادة بناء الثقة مع القوى الأوروبية التي تدرس إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على الجمهورية الإسلامية بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وقال عراقجي: "إيران مستعدة، إذا التزمت بإرادة حقيقية ونهج مستقل من الأطراف الأوروبية، لبدء فصل جديد في علاقاتها مع أوروبا".
وأضاف في منتدى دبلوماسي عُقد في طهران: "إذا امتلكت أوروبا الإرادة اللازمة لتصحيح هذا المسار، فإن إيران لا ترى أي عائق أمام إعادة بناء الثقة المتبادلة وتوسيع العلاقات".
اقرأ أيضاً: عراقجي: إيران ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي وتسعى إلى إتفاق عادل

محادثات أوروبية
يوم الجمعة، التقى دبلوماسيون إيرانيون كبار بنظرائهم من بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإجراء محادثات حول وضع المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية.
وعقدت طهران أربع جولات من المحادثات النووية بوساطة عُمانية مع واشنطن، وهو أعلى مستوى اتصال بين الخصمين منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ونسف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق النووي فعليًا عام 2018 خلال ولايته الأولى، بانسحابه الأحادي الجانب وإعادة فرض عقوبات على صادرات إيران النفطية وقطاعها المصرفي.
بعد عام، بدأت إيران بالتراجع عن التزاماتها بموجب الاتفاق، الذي كان قد عرض تخفيف العقوبات مقابل قيود تراقبها الأمم المتحدة على أنشطتها النووية.
القوى الأوروبية الثلاث
تدرس القوى الأوروبية الثلاث - الأطراف في اتفاق 2015 - إمكانية تفعيل آلية "العودة السريعة"، التي من شأنها إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة ردًا على عدم امتثال إيران. وينتهي هذا الخيار في أكتوبر.
حذر عراقجي في وقت سابق من هذا الشهر من عواقب "لا رجعة فيها" إذا ما أقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا على إعادة فرض العقوبات.
وكان الوزير قد اقترح سابقًا زيارة لندن وباريس وبرلين لمناقشة القضية النووية، بالإضافة إلى مجالات أخرى "ذات اهتمام مشترك".
في خطابه يوم الأحد، حثّ الأوروبيين على التركيز بشكل أكبر على المصالح المشتركة بدلًا من الخلافات.
كما شدد عراقجى خلال كلمة ألقاها اليوم الأحد خلال "مجمع حوار طهران"على إحياء الاتفاق النووي الذي يضمن حقوق طهران ويرفع ما وصفه بالعقوبات "الظالمة والأحادية الجانب".
ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي
ووصف عراقجى إيران بأنها طرف مسؤول بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، رافضًا مزاعم طموحاتها النووية. مشيراً؛ "سجلنا الحافل يعكس الشفافية والامتثال المستمر، لم نسعَ قط إلى امتلاك أسلحة الدمار الشامل".
وشدد على أن أي اتفاق مُجدّد يجب أن يحترم حق إيران في التكنولوجيا النووية السلمية مع البقاء ضمن إطار معاهدة حظر الانتشار النووي. وأضاف: "لقد حان الوقت للمجتمع الدولي أن يبادلها بالمثل بإنصاف واحترام متبادل".
تماشيًا مع دعوة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان الأخيرة إلى علاقات خارجية متوازنة، أكد عراقجي استعداد إيران لتوسيع الشراكات عبر الحدود وتعميق العلاقات الاقتصادية مع الدول المجاورة.