"FaceAge".. أداة ذكاء اصطناعي جديدة تحلل ملامح الوجه لتقييم الحالة الصحية

في تطور جديد يعكس الإمكانيات المتنامية لتقنية الذكاء الاصطناعي في مجال الطب، يعمل باحثون في مستشفى ماساتشوستس العام بالولايات المتحدة على تطوير أداة مبتكرة تُعرف باسم FaceAge، والتي يمكنها تقييم الحالة الصحية العامة للمريض من خلال صورة شخصية واحدة فقط.
تستخدم هذه الأداة تقنية التعلم العميق لتحليل ملامح الوجه وتحديد ما يُعرف بـ"العمر البيولوجي" للفرد، وهو معيار أكثر دقة من العمر الزمني التقليدي عند النظر إلى الحالة الصحية. وبحسب الفريق المطور، فإن FaceAge صُممت خصيصًا لتقديم تقدير دقيق للعمر البيولوجي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، دون الاعتماد على مؤشرات ظاهرية سطحية مثل وجود الشعر الرمادي أو الصلع.

العمر البيولوجي.. مؤشر دقيق للصحة
ما يميز تقنية FaceAge في الذكاء الاصطناعي هو تركيزها على "العمر البيولوجي" وليس العمر بالسنوات، ما يسمح للأطباء بتحديد مدى ملاءمة بعض العلاجات أو الإجراءات الطبية لكل حالة. فعلى سبيل المثال، إذا أظهرت الأداة أن المريض يتمتع بصحة بيولوجية جيدة رغم تقدمه في العمر، فقد يكون من الممكن إخضاعه لعلاج معين بكفاءة أعلى.
وقد استخدم الباحثون 9000 صورة لأشخاص فوق سن الستين يُفترض أنهم بصحة جيدة، ضمن مجموعة بيانات التدريب، بالإضافة إلى صور لأشخاص تتراوح أعمارهم من سنة إلى 116 عامًا، مما منح الأداة قدرة واسعة على تحليل التنوع البشري من حيث الشكل والعمر.

ليس بديلاً عن الطبيب
رغم دقة FaceAge، شدد الباحثون على أن هذه الأداة ليست بديلاً عن الفحص الإكلينيكي المباشر الذي يُجريه الطبيب، بل تُعد مكملًا له. فهي تسعى إلى تحسين التقييم البصري السريع، المعروف باسم "اختبار مقلة العين"، الذي يعتمده الأطباء أحيانًا لتكوين انطباع أولي عن حالة المريض.
كما أوضح الفريق المطور أن FaceAge لا تربط تلقائيًا بين مظهر الشيخوخة وسوء الصحة، بل تركز على مؤشرات أكثر عمقًا في ملامح الوجه تُعالج باستخدام خوارزميات دقيقة لتقييم الحالة الصحية.
التحديات والخصوصية
ورغم الآمال المعقودة على هذه تقنية الذكاء الاصطناعي الجديدة، يعترف الباحثون بوجود عدة تحديات ومخاطر يجب التعامل معها قبل استخدامها في بيئة سريرية حقيقية. من أبرز هذه التحديات المخاوف المتعلقة بالخصوصية، نظرًا لاعتماد الأداة على صور الوجه كمصدر رئيسي للبيانات، وهو ما يتطلب إشرافًا تنظيميًا صارمًا لضمان حماية معلومات المرضى.
ويُتوقع أن يبدأ الباحثون في إجراء تجربة أولية على نحو 50 مريضًا خلال الأشهر المقبلة، قبل اعتماد FaceAge رسميًا في المستشفيات.
وفي الوقت الذي تتوسع فيه تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، تمثل FaceAge نموذجًا واعدًا لكيفية توظيف التكنولوجيا الحديثة في دعم القرارات الطبية وتحسين جودة الرعاية الصحية.