الذكرى الثالثة للحرب.. قادة أوروبا يجتمعون في أوكرانيا في رسالة تحدٍ لـ ترامب

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، تتجه أنظار العالم إلى كييف، حيث يجتمع عشرات القادة الأوروبيين في رسالة دعم قوية لأوكرانيا وسط تحولات دولية مفاجئة، بينما تواجه أوكرانيا تصعيدا عسكريا روسيا، تثير التغييرات في السياسة الأمريكية قلقا متزايدا في جميع أنحاء أوروبا.
دعم أوروبي ثابت لأوكرانيا في الذكرى الثالثة للحرب
وصل العشرات من قادة الاتحاد الأوروبي إلى كييف، اليوم الإثنين، لإحياء الذكرى الثالثة للحرب الروسية في فبراير 2022، في خطوة تعبّر عن تضامن أوروبي قوي ودعم مستمر لأوكرانيا، ووسط توتر متزايد مع الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب.
واستقبل وزير الخارجية الأوكراني، أندريي سيبيها، ورئيس مكتب الرئيس، أندريي يرماك، الوفود الزائرة في محطة القطار. وكان من بين الحاضرين رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو.






وضمت الوفود أيضًا رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، إلى جانب رؤساء وزراء دول شمال أوروبا وإسبانيا، حيث شاركوا في فعاليات خاصة بالذكرى السنوية، وأجروا مناقشات مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حول سبل دعم أوكرانيا، خاصةً في ظل تغيّر سياسة الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.


وفي منشور على منصة "إكس"، قالت فون دير لاين: "نحن في كييف لأن أوكرانيا جزء من أوروبا"، مضيفةً: "في هذه المعركة من أجل البقاء، لا يتعلق الأمر بمصير أوكرانيا فقط، بل بمصير أوروبا بأكملها."
قمة طارئة في بروكسل لبحث أزمة أوكرانيا
وفي مؤشر جديد على مساعي أوروبا لإعادة تشكيل استراتيجيتها تجاه أوكرانيا لمواجهة تحركات ترامب، أعلن رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، الأحد، عن عقد قمة طارئة لقادة الاتحاد الأوروبي الـ27 في بروكسل في 6 مارس، حيث ستكون أوكرانيا على رأس جدول الأعمال.
وقال كوستا في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "نحن نعيش لحظة حاسمة بالنسبة لأوكرانيا وأمن أوروبا."
تحركات ترامب تثير القلق في أوروبا
وتحلّ الذكرى الثالثة للحرب في أوكرانيا في لحظة حساسة وسط تغيّرات دولية سريعة، حيث يسعى زيلينسكي إلى التعامل مع تداعيات السياسة الأمريكية الجديدة بقيادة ترامب، الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب بسرعة، لكن أساليبه تثير قلق أوكرانيا وأوروبا، حيث يعتبر البعض أن نهجه تصالحي للغاية تجاه روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، السبت، أن الاستعدادات جارية لعقد اجتماع مباشر بين ترامب وبوتين، فيما أكد مسؤولون أمريكيون أنهم وافقوا على إعادة فتح القنوات الدبلوماسية مع موسكو واستئناف التعاون الاقتصادي.
كما قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، لوكالة "تاس" الروسية، الأحد، إن المحادثات الثنائية بين موسكو وواشنطن ستستمر في نهاية الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى وجود اتصالات مكثفة بين الجانبين.
قلق أوروبي وتحركات لمواجهة التطورات
وفي ظل هذه التطورات، يسارع قادة الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف واضح، خشية أن تؤدي سياسة ترامب إلى تسوية غير مواتية لكييف، كما يخشى الأوروبيون أن يتم استبعادهم من مفاوضات السلام.
ومن المتوقع أن تعلن بريطانيا، اليوم الإثنين، عن حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا، وُصفت بأنها الأكبر منذ الأيام الأولى للحرب، وفقًا لوزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي قال الأحد إن العقوبات "ستستهدف الآلة العسكرية الروسية، وتحدّ من مصادر تمويل الدمار في أوكرانيا."
ستارمر وماكرون يزوران واشنطن
وفي سياق متصل، يستعد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لزيارة واشنطن هذا الأسبوع، ضمن مساعي أوروبا لإقناع ترامب بعدم التخلي عن أوكرانيا لصالح صفقة سلام محتملة.
تصعيد عسكري روسي
على الصعيد العسكري، أعلنت الدفاعات الجوية الأوكرانية، أنها أسقطت 113 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على 12 منطقة خلال الليل، بينما فُقدت 71 طائرة أخرى وفقًا للتقرير اليومي للقوات الجوية.
وأشار التقرير إلى أن مناطق دنيبروبتروفسك وأوديسا وكييف وخميلنيتسكي تعرضت لأضرار نتيجة الهجوم، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وفي تطور خطير، قال زيلينسكي، الأحد، عشية الذكرى السنوية الثالثة للحرب، إن روسيا أطلقت 267 طائرة مسيّرة خلال ليلة واحدة، في أكبر هجوم من نوعه منذ بدء الحرب.