عاجل

سفيرة القلوب الصغيرة.. كيف أصبحت نهلة النمر رمزًا لتغيير واقع الأيتام؟

نهلة النمر
نهلة النمر

دار أيتام كانت نقطة الانطلاق في حياة نهلة النمر، التي عاشت طفولتها ومراهقتها داخل أسواره منذ أن كانت في الثانية من عمرها. 

لم تعرف بيتًا عائليًا تقليديًا، لكن داخل هذه المؤسسة نشأت وتكوّنت شخصيتها، وعندما بلغت الثالثة والعشرين، كان عليها مغادرة دار الأيتام لتبدأ مرحلة جديدة من حياتها، تواجه فيها العالم الخارجي بمفردها، دون دعم عائلي أو شبكة حماية تقليدية.

من دار أيتام إلى سفير وزارة التضامن

دار أيتام لم تكن فقط مأوى لنهلة، بل أصبحت دافعًا لتكريس حياتها في خدمة من مروا أو ما زالوا يمرون بنفس التجربة، قررت أن تحول ألم الفقد والعزلة إلى طاقة إيجابية تدفعها نحو التغيير المجتمعي. بدأت بدراسة الخدمة الاجتماعية، ثم حصلت على شهادة مهنية معتمدة دوليًا من مؤسسة "بيرسون" البريطانية، في مجال تعزيز نمو الطفل. وتُعد هذه الشهادة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، ما يدل على ريادتها في هذا المجال.

ومنذ عام 2012، تعمل نهلة في "الجمعية الوطنية لتنمية وتطوير دور الأيتام"، وهي واحدة من الجهات الرائدة في تحسين جودة الرعاية البديلة في مصر. اليوم، تشغل منصب قائدة فريق التقييم المؤسسي، وهو الفريق المسؤول عن مراجعة وتقييم أداء دور الأيتام في مختلف أنحاء الجمهورية، وفقًا لمعايير الجودة التي وضعتها وزارة التضامن الاجتماعي عام 2014، تسعى نهلة من خلال هذا الدور إلى التأكد من أن كل دار تقدم خدمات تليق بكرامة الأطفال وتدعم نموهم النفسي والاجتماعي.

ولجهودها المتميزة، اختارتها وزارة التضامن الاجتماعي لتكون أول "سفيرة للأيتام" في مصر؛ وهو منصب رمزي وتشريفي يمنحها صوتًا حقيقيًا في المناقشات المتعلقة بتطوير السياسات والتشريعات الخاصة بالأيتام ودور الرعاية.

دار أيتام لم تكن نهاية المطاف، بل كانت بداية الرحلة نحو التمكين والتأثير. وبفضل عزيمتها والتزامها، أصبحت نهلة النمر نموذجًا ملهمًا لمئات من الفتيات والفتيان الذين نشأوا في دور الرعاية، حيث تثبت لهم كل يوم أن الماضي لا يحدد المستقبل، وأن بالإمكان تحويل التجارب الصعبة إلى قصص نجاح حقيقية.

وتكريمًا لدورها المؤثر في تمكين الأيتام وتطوير بيئة الرعاية في مصر، تستحق نهلة النمر مكانتها ضمن قائمة "مصريات مؤثرات"، التي تسلط الضوء على النساء اللواتي غيّرن الواقع وخلقن فرصًا لحياة أفضل للآخرين.

تم نسخ الرابط