نادية جمال الدين.. رائدة مصرية غيّرت حياة ملايين النساء في الشرق الأوسط

ضمن سلسلة "مصريات مؤثرات"، التي تُكرّم النساء المُلهمات ممن تركن بصمة حقيقية في مجتمعاتهن، تبرز نادية جمال الدين كمثال يُحتذى به في ريادة الأعمال الاجتماعية، وكمؤسسة لأولى المنصات المتخصصة بدعم الأمهات في مصر والمنطقة العربية.
لماذا أسست منصة “راحة بالي”؟
نادية جمال الدين هي المؤسسة والمديرة التنفيذية لمنصة "راحة بالي" المعنية بأمور النساء ؛ حيث أنها أول مبادرة شاملة في مصر تُعنى بصحة ورفاهية الأمهات على المستويات كافة: الجسدية، النفسية، العاطفية، والاقتصادية. المنصة التي انطلقت عام 2014 جاءت كرد فعل واقعي على تجربة نادية الشخصية بعد الأمومة، حيث لاحظت الفراغ الكبير في منظومة الدعم الموجهة للأمهات الجدد، سواء من حيث المعلومات أو الخدمات أو حتى المساحة الآمنة للتعبير عن التحديات اليومية.
وفق حساب مؤسسة “سيدات مصر” عبر فيسبوك، فقد بدأت "راحة بالي" من مجموعة صغيرة على فيسبوك، جمعت بين النساء الأمهات لتبادل الخبرات والدعم. ومع الوقت، تحوّلت هذه المجموعة إلى مجتمع رقمي وميداني واسع النطاق، يعتمد على تقنيات FemTech الحديثة، ويقدّم حلولاً ذكية ومتكاملة تلائم احتياجات الأمهات، سواء في المنازل أو عبر خدمات على أرض الواقع.

بحلول عام 2022، وصل محتوى المنصة إلى أكثر من 72 مليون امرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لتصبح "راحة بالي" من أكبر الكيانات الإقليمية المعنية بقضايا الأمهات، وتحقق نقلة نوعية في التوعية الصحية والنفسية في المجتمعات العربية.
قبل هذا الإنجاز، كانت نادية تشغل منصب مديرة علامة تجارية في شركة "بروكتر آند جامبل" العالمية، لكنها قررت ترك المجال التجاري التقليدي لتبدأ رحلتها في دعم الأمهات. وبفضل رؤيتها المتميزة، حصلت نادية على عدة جوائز دولية تقديرًا لجهودها، كان من أبرزها جائزة كارتييه للنساء الرائدات، والتي تُمنح للسيدات صاحبات المشاريع التي تُحدث تغييرًا ملموسًا في حياة الناس وتدعم مجتمعات أكثر عدالة واستدامة.
الجدير بالذكر أن منصة "راحة بالي" لا تكتفي فقط بالمحتوى التوعوي، بل تقدم برامج دعم مباشر، منها خدمات نفسية، واستشارات تغذية، وأدوات تقنية لإدارة الحياة اليومية للأمهات، ما يجعلها نموذجًا متكاملاً للرعاية المجتمعية.
نادية جمال الدين لم تخلق مجرد مشروع ناجح، بل أطلقت حركة مجتمعية حقيقية تُسهم في تمكين النساء وتغيير النظرة النمطية للأمومة في العالم العربي، وهي بذلك تستحق مكانتها ضمن "مصريات مؤثرات".