عاجل

بعد استشهاده في غارات إسرائيلية: من هو محمد السنوار؟

محمد السنوار
محمد السنوار

ولد محمد إبراهيم حسن السنوار يوم 16 سبتمبر1975، في مخيم للاجئين بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة ، ونزحت أسرته من مدينة المجدل شمال شرقي القطاع بعد أن احتلتها إسرائيل إثر نكبة عام 1948.

نشأ في ظروف صعبة تحت الاحتلال، متأثرا بالمضايقات والاعتداءات المستمرة التي طالت سكان المخيمات.

مسيرته التعليمية

تلقى تعليمه الأساسي في مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ،  وتأثر في سن مبكرة بشقيقه الأكبر الشهيد يحيى السنوار، أحد أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ورئيسها السابق، الذي استشهد في معارك لصد العدوان الذي شنته إسرائيل على القطاع بعد عملية طوفان الأقصى.

تأثر بشقيقه

انعكس تأثر محمد السنوار بشقيقه في التزامه المبكر بالعمل الدعوي، فقد كان من رواد المساجد، ومن أوائل المنضمين إلى صفوف حركة حماس منذ تأسيسها في 14 ديسمبر 1987.

أظهر محمد السنوار في سن مبكرة ملامح القيادة، فكان من النشطين في صفوف حركة حماس أثناء الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987–1993)، التي سميت انتفاضة الحجارة ، وكان أحد أبرز العناصر الفاعلة في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

التحق مبكرا بكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، وتدرّج في مواقع قيادية حتى تولى قيادة "لواء خان يونس" عام 2005.

عضو هيئة الأركان

مع مرور الوقت، أصبح السنوار عضوا بارزا في "هيئة الأركان" التابعة لكتائب القسام، ونسج علاقة وثيقة مع قائدها العام السابق محمد الضيف ونائبه مروان عيسى، اللذين اغتالتهما إسرائيل بعد عملية طوفان الأقصى.

وبعد اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، أسهم -بالتعاون مع عدد من الأشخاص الذين فرّوا من سجون السلطة الفلسطينية في رام الله- في إعادة تنظيم وبناء الكتائب التي كانت قد تضررت بفعل حملات الملاحقة والاعتقال السياسي بين عامي 1996 و2000.

العقل المدبر

اتهمته إسرائيل بأنه "العقل المدبر" لعدد من العمليات الفدائية، خاصة المرتبطة بـ"الأنفاق المفخخة" التي استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية على مدار 5 سنوات، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى وحتى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005 في ما تسمى خطة فك الارتباط.

عاش محمد السنوار في بيئة أمنية صارمة، محاطا بسرية مُحكمة وتحركات محسوبة ضمن نطاق ضيق، إلى الحد الذي جعل ملامحه غير معروفة لدى معظم سكان قطاع غزة ، وجاء هذا النمط الحذر من الحياة بعد نجاته من نحو ست محاولات اغتيال إسرائيلية، الأمر الذي دفعه إلى التواري الكامل عن الأنظار.

وبسبب هذه الظروف، اختار الابتعاد عن الظهور العلني حتى في المناسبات الخاصة، بما في ذلك جنازة والده، الذي توفي في 12 يناير 2022.

عملية الوهم المتبدد


وبرز اسم السنوار ضمن العقول المخططة لعملية "الوهم المتبدد"، التي نُفذت فجر 25 يونيو 2006، واستهدفت موقعا عسكريا إسرائيليا قرب معبر كرم أبو سالم شرقي مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.

واعتبرت العملية نقلة نوعية في تاريخ العمل الفدائي الفلسطيني، لما اتسمت به من دقة في التنفيذ وتعقيد في التخطيط، كما كانت الشرارة التي فتحت الباب لاحقا لصفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم "وفاء الأحرار".

محاولات اغتيال السنوار 


تعرض محمد السنوار لعدد من محاولات الاغتيال، أبرزها في 11 أبريل 2003، حين زرع عملاء للاحتلال جسما ملغما في جدار منزله بمدينة خان يونس، إلا أن يقظة مقاتلي كتائب القسام أحبطت المحاولة قبل تنفيذها ، وفي 24 أكتوبر 2004، أقدمت قوات الاحتلال على تفجير منزل عائلته بالكامل.

وتواصلت محاولات استهداف السنوار على مدى السنوات التالية، ففي عام 2012، أثناء العدوان الإسرائيلي المعروف بعملية "عمود السحاب"، تعرض منزله للقصف، كما تكرر الأمر عام 2014 أثناء عملية "الجرف الصامد"، غير أنه لم يكن موجودا في أي من الموقعين المستهدفين حينها.

واليوم 18 مايو، تم، تأكد مقتل محمد السنوار، قائد لواء خان يونس في حركة حماس والشقيق الأصغر لـ«يحيى السنوار»، وذلك في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع جنوب قطاع غزة خلال الساعات الماضية.
 

 

 

تم نسخ الرابط