الرومانيون يصوتون لاختيار رئيسهم بين مؤيد لأوروبا وآخر من اليمين المتطرف

يتوجه الناخبون في رومانيا اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، لاختيار رئيس جديد للبلاد، في سباق حاسم بين مرشح اليمين المتطرف جورج سيميون، وعمدة بوخارست المستقل نيكوشور دان، المعروف بتأييده للاتحاد الأوروبي وأوكرانيا.

دان وسيميون.. تناقض في الرؤى والمواقف

تكتسب هذه الانتخابات أهمية بالغة داخل الاتحاد الأوروبي وفي الجوار الأوكراني، إذ يتمتع الرئيس الروماني بصلاحيات واسعة في مجالي السياسة الخارجية والأمن القومي. ويتبنى نيكوشور دان موقفًا داعمًا لأوكرانيا وتوجهات الاتحاد الأوروبي، في حين يُعرف جورج سيميون بخطابه الشعبوي ومعارضته للمساعدات المقدّمة لكييف. وقد تصدّر سيميون الجولة الأولى في 4 مارس بفارق 20% تقريبًا، لكنه فشل في تحقيق الأغلبية المطلوبة.

الشتات الروماني قد يغير موازين المعركة

ورغم تقدم سيميون في الداخل، فإن تصويت الرومانيين المقيمين في الخارج قد يُحدث فارقًا حاسمًا، إذ تشير المعطيات إلى أن عددهم قد يتجاوز مليون ناخب. وفي الجولة الأولى، حصل سيميون على نحو 60% من أصوات المغتربين، وهو رقم أعلى بـ20% مما حصل عليه داخل رومانيا. ويُتوقع أن يكون إقبال الجاليات الرومانية، خاصة في دول أوروبا الغربية، مضاعفًا مقارنة بالناخبين داخل البلاد.

سياق انتخابي مرتبك

تُعد هذه الانتخابات إعادة للجولة التي أُجريت في نوفمبر الماضي، والتي فاز فيها المرشح المؤيد لروسيا كالين جورجيسكو، بعد حملة انتخابية مثيرة للجدل اعتمد فيها بشكل أساسي على منصة "تيك توك". إلا أن المحكمة الدستورية الرومانية ألغت النتائج بسبب مخالفات تتعلق بتمويل حملته، ومنعته من الترشح مجددًا. وقد أعلن سيميون أنه سيعيّن جورجيسكو رئيسًا للوزراء في حال فوزه.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي، وتُغلق عند الثامنة مساء، على أن تُعلن النتائج الجزئية الأولى حوالي الساعة العاشرة مساءً.

انقسام داخلي وتوجس خارجي

تعكس هذه الانتخابات حالة انقسام داخلي حاد في رومانيا بين تيار مؤيد للتقارب مع بروكسل، وآخر يرى في القومية والانغلاق حلاً للأزمات الاقتصادية والاجتماعية. كما يثير احتمال فوز مرشح يميني شعبوي القلق داخل أروقة الاتحاد الأوروبي، في وقت تحتاج فيه بروكسل لتماسك داخلي في مواجهة التحديات الأمنية والروسية.