مجزرة في المواصي.. 35 شهيدًا بغارة إسرائيلية استهدفت خيام نازحين غرب خان يونس

استُشهد 35 فلسطينيًا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وأُصيب آخرون بجروح وحروق خطيرة، فجر الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف خيامًا للنازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بحسب ما أفادت به مصادر فلسطينية وشهود عيان.
حرائق في خيام النازحين
وأوضحت المصادر أن الغارة الجوية الإسرائيلية أدت إلى اشتعال حرائق في الخيام التي كانت مصنوعة من مواد قابلة للاشتعال مثل القماش والنايلون، ما تسبب في سقوط عدد كبير من الشهداء، في واحدة من أكثر الهجمات دموية خلال الأيام الأخيرة. وقال محمود بصل، الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، إن من بين الشهداء أطفال ونساء، فيما لم يصدر أي تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي بشأن القصف.
إدانات وتحميل للمسؤولية
من جانبها، أدانت حركة حماس الغارة ووصفتها بـ"الجريمة بحق المدنيين"، مؤكدة في بيان أن "استهداف النازحين في مناطق حددها الاحتلال نفسه كملاجئ آمنة يكشف زيف مزاعمه الإنسانية". كما حمّلت الحركة الإدارة الأمريكية مسؤولية مباشرة نتيجة دعمها السياسي والعسكري المتواصل لإسرائيل، وفق نص البيان.
تصعيد متواصل وتعثر للتهدئة
تأتي هذه المجزرة في سياق تصاعد الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، وسط تعثر في مفاوضات وقف إطلاق النار رغم جهود الوساطة المصرية والقطرية والأمريكية. وكانت إسرائيل قد استأنفت عملياتها العسكرية في القطاع بتاريخ 18 مارس 2025، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة الموقع في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتشهد غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 عملية عسكرية إسرائيلية واسعة، أدت حتى الآن إلى استشهاد أكثر من 53 ألف فلسطيني، بحسب بيانات وزارة الصحة في القطاع، فيما لا تزال عشرات الآلاف من العائلات نازحة في ظروف إنسانية بالغة القسوة.
استهداف مناطق "آمنة"
يثير استهداف منطقة المواصي، التي أعلنها الجيش الإسرائيلي سابقًا "منطقة إنسانية آمنة"، تساؤلات جدية حول مصداقية التعليمات الإسرائيلية الموجهة للمدنيين، الذين نزحوا إلى تلك المنطقة بحثًا عن الأمان. ويؤكد مسؤولون في قطاع غزة أن هذه الهجمات المتكررة على المناطق المُعلنة كـ"ملاذات آمنة" تقوّض أي ثقة في التعهدات الإسرائيلية وتُفاقم من معاناة السكان المدنيين.