ليبيا: احتجاجات غاضبة في جنزور بعد اتهامات بالدفع مقابل التظاهر

شهدت مدينة جنزور الواقعة غرب العاصمة الليبية طرابلس، الأحد، احتجاجات واسعة قام خلالها عدد من المواطنين بقطع الطرق الرئيسية وإشعال النيران، اعتراضًا على تصريحات رسمية وصفوا فيها بأنهم "مدفوعو الأجر" مقابل المشاركة في المظاهرات التي اجتاحت طرابلس مؤخرًا.
قطع طرق وإشعال نيران
وأفادت مصادر محلية بأن المتظاهرين عبّروا عن غضبهم من وصفهم بـ"الممولين" من قبل أطراف سياسية، مطالبين بالاحترام لمطالبهم الشعبية، ورافضين المساس بكرامتهم. وأكد شهود عيان أن الحركة توقفت بشكل شبه كلي في بعض الطرق الرئيسية وسط أجواء مشحونة بالتوتر والغضب.
الدبيبة يتهم الميليشيات
وتأتي هذه الاحتجاجات بعد تصريحات أطلقها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، اتهم فيها مجموعات مسلحة بـ"ضخ أموال طائلة" لتحريك الشارع ضد الحكومة. وقال في كلمته للشعب الليبي: "الميليشيات تضخ أموالًا غزيرة لتمويل التحركات في الشارع... خدوه وعبّوه"، في إشارة إلى توظيف المال لخلق فوضى موجهة تهدف إلى زعزعة الاستقرار الأمني والسياسي.
تصاعد التوتر بعد مقتل "غنيوة"
وتشهد طرابلس منذ أيام توترًا أمنيًا متصاعدًا بدأ عقب مقتل عبد الغني الككلي، المعروف بـ"غنيوة"، قائد "جهاز دعم الاستقرار"، ما أشعل مواجهات مسلحة بين عناصر الجهاز و"اللواء 444 قتال"، ثم لاحقًا بين الأخير و"جهاز الردع" بعد قرار الدبيبة حل الجهاز رسميًا.
وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن سقوط قتلى وخسائر مادية، قبل أن تعلن وزارة الدفاع والمجلس الرئاسي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط مؤشرات على تهدئة نسبية في المدينة.
مظاهرات تطالب بحل كافة التشكيلات المسلحة
وعقب موجة الاشتباكات، خرجت مظاهرات حاشدة في عدة مناطق بطرابلس، طالبت بـ"حل كافة التشكيلات المسلحة" و"إسقاط الأجسام السياسية"، وسط حالة من الغضب الشعبي المتنامي تجاه استمرار الانقسام المسلح وفشل المسارات السياسية في إنهاء الفوضى الأمنية.
تصدع الثقة بين الشارع والحكومة
تسلّط الاحتجاجات في جنزور الضوء على تصدع متزايد في العلاقة بين الشارع الليبي والسلطة التنفيذية، في ظل اتهامات متبادلة بين الحكومة والمجموعات المسلحة حول المسؤولية عن الفوضى. ويرى مراقبون أن محاولة الحكومة نسب الاحتجاجات إلى "تمويل ميليشياوي" قد تعمق الهوة بينها وبين فئات شعبية تشعر بالتهميش والإقصاء.