عاجل

تل الخروبة الكشف الأثري المنسي في سيناء... خبير: من أمجاد مصر العسكرية

تل الخروبة
تل الخروبة

تل الخروبة الكشف الأثري المنسي في سيناء... خبير: من أمجاد مصر العسكرية 

تعد سيناء أحد أهم القطاعات في مصر جغرافيًا، حيث تصل ما بين القارتين، آسيا وأفريقيا، وهي تمثل بوابة مصر وأفريقيا الشرقية، كما تمثل بوابة آسيا الغربية، لذا فهي تحمل أهمية سياسية اقتصادية سياحية كبرى. 

وتزخر سيناء بالعديد من الأماكن الأثرية، والتي كانت قد تعرضت لتعديات من الاحتلال الصهيوني لسيناء العزيزة، ورغم استعادتنا لسيناء منذ نصف قرن، إلا أننا لا نستمتع سوى بـ 3 أماكن فقط المفتوحة للزيارة من ما يقرب من 600 موقع أثري. 

ومن ناحيته قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، رغم عظم ما تم اكتشافه بعد استردادها وهى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون في طابا.

تل الخروبة   

وأشار ريحان إلى كشف أثري هام في سيناء، طواه النسيان، وهو كشف تل الخروبة،وهو أحد التلال الأثرية الهامة التي تقع على الطريق الحربي القديم الواصل بين مصر وفلسطين، والذي يبدأ عند منطقة طريق حورس (تلال حبوة) بالقنطرة شرق حتى مدينة رفح. 

الخروبة 

وتقع على طول الطريق بين رفح والعريش على بعد حوالي 30كم غرب رفح، 15 كم غرب الشيخ زويد ، 16 كم شمال شرق العريش، تم توثيق محطة طريق الخروبة (نسبة إلى شجرة الخروب) التي تعود إلى القرون الوسطى في مصادر تعود إلى القرنين الثالث عشر والخامس عشر الميلاديين 

وقام الآثارى الفرنسى جان كليدا بالعمل بالخروبة وذكر أنها أحد المحطات التي تعود إلى القرون الوسطى.
ولفت الدكتور ريحان إلى أن الحفائر كشفت عن مجمع هام لمواقع من عصر الدولة الحديثة وقد تم التركيز في الحفائر على موقعين يمثلان العمارة الحربية المصرية، طريق حورس الحربي، وكذلك نموذج لمباني الحياة المدنية. 

قلعة الخروبة 

بنيت على مسطح كتلة رمال سوداء على حوالى ثلاثة آلاف متر مربع تقريبًا تتوسط الرمال الداكنة، والبناء الفعلي للقلعة يمتد حوالى 2500 م2، مربعة طول الضلع 50م على مسطح من الرمال ذات مدخل يقع في الشرق من السور الشرقى للقعلة وسمك الأسوار 4م ومبنية بالطوب اللبن من الطفلة الرملية بالمنطقة وبالركن الشمالى الشرقى للقلعة كتف ضخم يمكن أن يكون قاعدة لبرج مراقبة. 

مواصفات القلعة الحربية 

وتشبه القلعة الأبنية المحلية في مصر خلال عصر الدولة الحديثة والمدخل الوحيد للقلعة عبارة عن بوابة 13م طول، 12م عرض تفتح في الحائط الشرقى للقلعة ويبلغ طول ممر المدخل 16م وعرضه 3.70م  وقد أنشئ ليسمح بمرور العربات الحربية والكتفان البارزان اللذان يحيطان بالمدخل يكونان مع البوابة وحدة دفاعية قوية مقاساتها 13م طول، 8م عرض 
وتابع الدكتور ريحان من خلال كتاب الدكتورة يسرية عبد العزيز أن الجناح الشمالى من القلعة يضم مجموعة حجرات وصوامع ومخازن وفناء صغير متاخم للسور استخدم مطبخًا حيث كشف فيه عن سبعة أفران، أمّا الجناح الغربى للقلعة فيشمل مجموعة من الحجرات استعملت للإقامة والتخزين، وقد تم التعرف على طرق بناء العمارة الحربية بدقة وعلى وجه صحيح في طريق حورس بشمال سيناء  وكذلك مقارنته واختباره مع الحصون التى حددت في نقش الكرنك للملك سيتى الأول بالأقصر حيث يوضح النقش حوالى 20 محطة منها 11 منشأة حصينة. 

الموقع الثاني في تل الخروبة 

وهو يلقى الضوء على  الإدارة المصرية في شمال سيناء في موقع من مواقع طريق حورس،  يبعد 400م شمال القلعة وقريبًا من خط الساحل وسط الكثبان الرملية الساحلية
كما تم الكشف عن ورش الفخار من الدولة الحديثة في النهاية الشرقية للموقع والذى ساعد على فهم تقنية صناعة الفخار في هذه الفترة في شمال سيناء وفى مصر كلها، أمّا الجزء الشمالى للحى الصناعى فكان مشغولاً بمجموعة من المعسكرات التى تخدم في كل الاحتمالات تخزين الطينة لعمل الفخار

كما عثر على مكتشفات من بقايا الفخار والخزف والزجاج صنعت من طين الدلتا أو طينة ذات مكونات كلسية (عالية الجير) وأشكال أوانى تمثل الشخصية المصرية في صناعة الفخار، ويعتبر فخار (خروبة) ذو أسلوب مصرى صرف كما كشف بالموقع على صومعة من الفخار عليها خرطوش كبير باسم الملك سيتى الثانى وبقايا أوانى فخارية عليها نقش خرطوش الملك سيتى الثانى ووجود هذه الأوانى بدون شك يوضح خاصية الإدارة في شمال سيناء و جنوب فلسطين ويحمل دليلًا على تواجد الإدارة والسيادة المصرية على هذه المناطق في تلك الفترة من عصر الدولة الحديثة .

أهمية كشف الخروبة 

واختتم الدكتور ريحان بأن الكشف يؤكد إحكام قبضة المصريين وسيطرتهم على طريق حورس في شمال سيناء وتؤيد الدلائل من الوثائق المصرية على سيطرة الرعامسة على أغلب الطرق السريعة إلى كنعان، وأصبح واضحًا أن أغلب نظم التحصينات المصرية بنيت في الأسرة 19 الفترة التى ذكرت بواسطة نقوش الكرنك لنظم الاصلاحات على طريق حورس بشمال سيناء تحت حكم سيتى الأول ووجدت صهاريج من الفخار في قلعة (خروبة) باسم سيتى الثاني.

وأكدت الكشوفات الأثرية  أن مصر ظلت محافظة على قبضتها على شمال سيناء وحضور قوى في كنعان تحت حكم رمسيس الثالث وأرملته وخليفته (تاوسرت)، وأن الاكتشافات الأثرية في شمال شرق سيناء والنقب الغربية أكملت صورة الإدارة المصرية والنظام العسكرى في الإقليم الساحلى لشمال سيناء وأثبتت النفوذ القوى للثقافة المصرية في هذه المنطقة، وأن اكتشاف المراكز الإدارية على طول المواقع الحربية بشمال سيناء أضاف بعدًا لفهم الحكومة المصرية في شمال سيناء  حيث أظهر الارتباط بين النظام الحربى ونظام مراقبة بيروقراطى للتجارة لتجميع الأعمال والضرائب وإشباع احتياجات العساكر في الحامية وفى معسكرات الجيش  والتى تتوقف هناك للتزود بالمؤن أو إقامة معسكرات

تم نسخ الرابط