القاهرة الإخبارية: تصريحات ترامب لاقت ردًا إيجابيًا مبدئيًا من موسكو|فيديو

قال حسين مشيك، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من موسكو، إن العاصمة الروسية تشهد أجواءً من التفاؤل حذر قبيل الاتصال المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والمقرر أن يُجرى يوم الإثنين المقبل، ضمن إطار مبادرة أطلقها ترامب لوضع حد لـ الـ حرب أوكرانيا، والتي وصفها بـ"العنيفة" والمكلفة للطرفين.
وأشار حسين مشيك في تقريره المباشر، إلى أن تصريحات دونالد ترامب لاقت ردًا إيجابيًا مبدئيًا من موسكو، إلا أن موقف الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين ما زال مشروطًا بتحقيق أهداف استراتيجية واضحة لأنهاء الحرب في أوكرانيا، ما يجعل فرص التوصل إلى اتفاق شامل محل شك.
ترامب وبوتين وحرب أوكرانيا
أوضح حسين مشيك أن الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين لا زال متمسك بمطالبه الأساسية، وعلى رأسها استبعاد شبه جزيرة القرم والمقاطعات الأربع (لوغانسك، دونيتسك، زابوريجيا، خيرسون) التي أعلنت موسكو ضمها، من أي مفاوضات سياسية مستقبلية، تساهم في انهاء الحرب في أوكرانيا، وتعتبر موسكو هذه المناطق "أراضي روسية"، وهو ما ترفضه أوكرانيا والمجتمع الدولي.
كما تشترط روسيا، بحسب المراسل، نزع سلاح أوكرانيا جزئيًا، وتحديد حجم وتسليح جيشها وفق ترتيبات أمنية تضمن عدم تهديد الأمن الروسي، وهي شروط قد تعيق أي تقدم تفاوضي فعّال، خصوصًا في ظل رفض كييف التنازل عن سيادتها على كامل أراضيها.
موقف أوكرانيا
في المقابل، أكد مشيك أن أوكرانيا ترفض بشدة أي شروط تفرض التنازل عن الأراضي، وتُصر على أن أي تسوية يجب أن تقوم على أساس انسحاب روسي كامل من جميع الأراضي المحتلة منذ بدء الحرب، بما في ذلك القرم. وترى كييف أن الاعتراف بالضم الروسي يُعد مساسًا مباشرًا بسيادتها الوطنية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.
وتُبرز هذه الفجوة الواسعة بين مواقف موسكو وكييف حجم التحديات التي تواجه مبادرة ترامب، حتى وإن تم التوصل إلى توافق مبدئي بين واشنطن وموسكو.
روسيا تتكيّف مع العقوبات
أشار مراسل القاهرة الإخبارية إلى أن روسيا أظهرت قدرة متزايدة على التكيّف مع العقوبات الغربية، بعد أكثر من عامين من الحرب، وذلك بفضل سياسات اقتصادية بديلة وتحالفات تجارية مع دول خارج الغرب، ما قلّل من فعالية الضغوط الأمريكية على موسكو.
في المقابل، لا تزال أوكرانيا تعاني من تداعيات الحرب على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، مع اعتماد متزايد على الدعم الغربي لمواصلة عملياتها الميدانية، في ظل تراجع بعض المؤشرات الحيوية للاقتصاد الأوكراني، ما يزيد من الضغط على صناع القرار في كييف للبحث عن تسوية سياسية، رغم تمسكهم بمطالبهم.

فرص نجاح المبادرة
واختتم مشيك تقريره بالتأكيد على أن الاتصال المرتقب بين ترامب وبوتين يحمل طابعًا رمزيًا أكثر من كونه تحولًا حاسمًا، مشيرًا إلى أن المبادرة لن تنجح إلا إذا أبدى الطرفان مرونة سياسية في الملفات السيادية، وهو أمر غير مرجح في ظل التعقيدات الحالية.
وذكرأن التفاؤل الحذر في موسكو نابع من رغبة روسية في كسر الجمود السياسي، لكن دون التفريط فيما تعتبره "ثوابت وطنية"، ما يجعل الطريق إلى إنهاء الحرب طويلًا وشاقًا، رغم المبادرات الدولية المتعددة.