فيروس “أوسوتو” البعوض يعض والزرزور يدفع الثمن لطيور بريطانيا
تشهد بريطانيا تهديدًا بيئيًا جديدًا بعد اكتشاف فيروس “أوسوتو” المنقول عبر البعوض، والذي بدأ يُظهر تأثيرًا مقلقًا على الحياة البرية، خصوصًا طيور الزرزور والطيور السوداء.
ومع تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة،في بريطانيا، بدأت أعداد هذه الطيور بالتراجع بشكل ملحوظ، ما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط العلمية والبيئية بحسب تقرير نشرته ذا اندبندنت.
في بريطانيا.. بعوض الصيف الطويل… ضيف ثقيل على الطيور السوداء
فيروس أوسوتو، الذي اكتُشف لأول مرة قرب نهر أوسوتو في جنوب أفريقيا قبل أكثر من 50 عامًا، وصل الآن إلى قلب أوروبا. في صيف 2020، وبعد موجة حر غير معتادة، تم رصده لأول مرة في منطقة لندن الكبرى، حيث أُصيب عدد من الطيور السوداء به.
ويقول الدكتور أران فولي من وكالة صحة الحيوان والنبات البريطانية (APHA):
“منذ اكتشاف الفيروس، لاحظنا تراجعًا في أعداد الطيور السوداء بنحو 40% في لندن، وهو رقم يثير القلق ويشير إلى أن انتشار هذا المرض قد يمتد ويشمل فيروسات أخرى منقولة عبر البعوض في المستقبل.”
الزرزور تحت المجهر… والأوسوتو على الأبواب
الزرزور، أحد الطيور الأكثر شيوعًا في حدائق المملكة المتحدة، أصبح مهددًا مع استمرار انتشار فيروس أوسوتو في جنوب إنجلترا ووصوله إلى مناطق شمالية مثل كامبريدجشاير.
وقد ارتبط الفيروس في بلدان أوروبية أخرى بحالات نفوق جماعي لطائر الشحرور، ما يرفع من احتمالية تكرار السيناريو في بريطانيا إن لم تتم السيطرة على الأمر سريعًا.
أعراض المرض مفاجئة وصادمة
خلال أشهر الصيف، لاحظت الجهات البيئية العثور على أعداد كبيرة من الطيور النافقة دون أي أعراض مسبقة للمرض. في بعض الحالات، ظهرت على الطيور علامات مثل الخمول المفاجئ، فقدان التوازن، والنوبات، وهو ما يزيد من صعوبة الاكتشاف المبكر للمرض.
تغير المناخ السبب الجذري في تفشي الفيروسات الجديدة؟
يشير الخبراء إلى أن موجات الحر وتغير أنماط الطقس تهيئ بيئة مثالية لتكاثر البعوض وانتقال الفيروسات. فصول الصيف الأطول والأدفأ تعني زيادة في نشاط البعوض، مما يُسهل انتقال الأمراض إلى أنواع الطيور غير المعتادة على مثل هذه العدوى.
هل يشكل خطرًا على البشر؟
رغم أن فيروس أوسوتو يمكن أن يُصيب الخيول والبشر، إلا أن خطره على الإنسان يُعتبر منخفضًا. لكن القلق الأكبر يكمن في تأثيره على التوازن البيئي، وانقراض أنواع محددة من الطيور أو تراجع أعدادها بدرجة خطيرة.
