اليونان ترفع دعوى قضائية ضد "أديداس" بسبب إعلان مثير للجدل
في تطور مفاجئ أثار موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت وزارة الثقافة اليونانية عن رفع دعوى قضائية ضد شركة أديداس الألمانية للملابس والمستلزمات الرياضية، وذلك على خلفية عرض ترويجي اعتبرته الحكومة إهانة لأحد أهم معالم التراث العالمي، وهو الأكروبوليس في أثينا.
الإعلان المثير للجدل لحذاء أديداس يركل الأكروبوليس!
أظهرت صور متداولة على الإنترنت عرضًا ضوئيًا باستخدام طائرات بدون طيار (درونز)، شكّلت شعار شركة أديداس إلى جانب حذاء رياضي، بينما ظهر الأكروبوليس، ومعه معبد البارثينون الشهير، في الخلفية. وقد شبّهت وزيرة الثقافة اليونانية، لينا ميندوني، المشهد قائلة: “الأمر أشبه بحذاء أديداس الذي ركل الأكروبوليس”.
الوزيرة أوضحت في تصريحات إذاعية أن الشركة استغلت النصب الأثري لأغراض تجارية دون الحصول على التصاريح اللازمة، وهو ما يشكل خرقًا للقانون اليوناني الخاص بحماية الآثار.
وقالت ميندوني لمحطة “سكاي” المحلية
“لقد تم بالفعل رفع دعوى قضائية ضد أي شخص مسؤول. لا يمكن استغلال رموزنا الثقافية بهذه الطريقة”.
انتهاك لقانون التراث العالمي؟
القلعة الأثرية التي تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، تُعد أحد رموز الحضارة الإغريقية القديمة، وواحدة من أبرز المواقع المصنفة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. ورغم أن أديداس لم تعلّق رسميًا على الحادثة حتى الآن، إلا أن موجة الاستياء الشعبي والحكومي في اليونان تتزايد.
وأكدت وزارة الثقافة أنها تحقق حاليًا في ما إذا تم الحصول على التصاريح القانونية لاستخدام الطائرات بدون طيار في هذه المنطقة الحساسة، حيث أن أي نشاط تجاري أو فني بالقرب من الأكروبوليس يتطلب موافقة مسبقة وصارمة.
رفض تصوير فيلم على الأكروبوليس
تأتي هذه الحادثة بعد أسابيع فقط من رفض الحكومة اليونانية منح تصريح للمخرج الشهير يورجوس لاثيموس لتصوير مشاهد من فيلمه الجديد “بوجونيا” في تلة الأكروبوليس. الفيلم، الذي تلعب بطولته النجمة إيما ستون، يندرج ضمن الكوميديا الخيالية ويدور حول نظريات المؤامرة، ما اعتبرته السلطات غير مناسب لرمزية الموقع التاريخي.
وقالت وزارة الثقافة حينها إن مضمون الفيلم لا “يتوافق مع ما يرمز إليه الأكروبوليس”، مما يوضح سياسة صارمة في التعامل مع أي شكل من أشكال التصوير أو الترويج التجاري الذي قد يُخلّ بقدسية المكان.
السياحة بين الدعم والحماية
جدير بالذكر أن السلطات اليونانية كانت قد فرضت قيودًا على أعداد الزوار اليوميين للأكروبوليس عام 2023، لتقليص عدد السياح إلى 20 ألف زائر يوميًا بدلاً من 23 ألفًا سابقًا، في محاولة لحماية المعلم من الأضرار الناتجة عن الازدحام.
وفي تصريح سابق، أكدت ميندوني:
“السياحة أمر مرغوب فيه، لكن لا بد من إدارة تدفق الزائرين بشكل يضمن حماية النُصُب الأثرية”.
وتشير هذه الحادثة إلى تصاعد التوتر بين شركات الدعاية التجارية والحكومات التي تسعى إلى حماية إرثها الثقافي. وفي حين تسعى العلامات التجارية إلى لفت الانتباه بطرق مبتكرة، إلا أن التجاوز على مواقع التراث العالمي قد يتحوّل إلى أزمة دبلوماسية وقانونية.
