عاجل

الخارجية الإيرانية: التصريحات الأمريكية المتضاربة تعرقل المحادثات النووية

وزير خارجية إيران
وزير خارجية إيران

قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إن الولايات المتحدة لا تقدم رؤية واضحة في مسار التفاوض بشأن الملف النووي، مشيرًا إلى أن التصريحات المتناقضة الصادرة عن الجانب الأمريكي تُعقّد من فرص التوصل إلى اتفاق. جاء ذلك وفق ما نقلته فضائية "القاهرة الإخبارية"، مساء اليوم.


وفي السياق ذاته، كشف مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، وعضو الوفد المفاوض في المحادثات النووية مع واشنطن، عن تفاصيل جديدة بشأن موقف طهران من التفاوض، مؤكدًا وجود استعداد إيراني للنظر في "قيود محددة" على تخصيب اليورانيوم كجزء من خطوات بناء الثقة المتبادلة.

وقال روانجي:"بصورة مبدئية، أبدينا استعدادنا للنظر في فرض قيود تتعلق بمستوى التخصيب وقدرته، وذلك لفترة محدودة، كجزء من إجراءات متبادلة لتعزيز الثقة."

خطوات مشروطة

وشدد المسؤول الإيراني على أن هذه الخطوات لن تكون أحادية الجانب، بل ستندرج في إطار اتفاق شامل يضمن رفع العقوبات المفروضة على بلاده. وأضاف: "أي إجراء نووي نتخذه سيكون جزءًا من تفاهم متبادل يثبت سلمية برنامجنا النووي بالكامل."

وفي الوقت الذي تسعى فيه القوى الدولية لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015، تمثل هذه التصريحات مؤشراً على مرونة محتملة من الجانب الإيراني، رغم استمرار الخلافات حول الجدول الزمني، وسقف التخصيب، ونطاق التفتيش الدولي.

نفي القيود طويلة الأمد

وردًا على تكهنات إعلامية تحدثت عن فرض قيود تستمر 25 عامًا على البرنامج النووي، نفى تخت روانجي صحة هذه المعلومات قائلاً: "لا توجد أي تأكيدات حول الفترات الزمنية أو نسب التخصيب المطروحة. كل هذه الأمور لا تزال قيد النقاش ولم يُحسم شيء حتى الآن."

وتأتي هذه التصريحات في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية والإقليمية على طهران، وسط تحذيرات من الأطراف الغربية بشأن استمرار تخصيب اليورانيوم بمستويات تقترب من الاستخدام العسكري، وهو ما تنفيه إيران بشدة، مؤكدة أن أهدافها سلمية بحتة.

خلفية الاتفاق النووي

يُذكر أن الاتفاق النووي المعروف رسميًا باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" (JCPOA)، وُقّع في عام 2015 بين إيران والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، وكان يقضي بتقييد البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. غير أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 خلال إدارة دونالد ترامب الأولى، أعاد فرض العقوبات وشهدت بعدها العلاقات تصعيدًا حادًا.

ضغوط متزايدة على واشنطن وطهران

وفي ظل استمرار الجمود، تتزايد الضغوط على كل من واشنطن وطهران من قبل أطراف دولية وإقليمية. حيث ترى إسرائيل أن أي تهاون في مراقبة البرنامج النووي الإيراني قد يفتح الباب أمام طهران لامتلاك قدرات عسكرية نووية، وهو ما تعتبره "خطًا أحمر". وفي المقابل، تشدد إيران على حقها في تطوير الطاقة النووية لأغراض سلمية، وتتهم الغرب بازدواجية المعايير.   

تم نسخ الرابط