أنقرة تكتشف 75 مليار متر مكعب من الغاز وخبير: بداية لفصل جديد مع موسكو

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اكتشاف 75 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في حقل جديد بمنطقة البحر الأسود، وفق ما نقلته وكالة أنباء الأناضول. ويأتي هذا الاكتشاف في إطار استراتيجية تركيا لتقليل اعتمادها على واردات الطاقة، التي تشكّل عبئًا كبيرًا على ميزانها التجاري.

خبير: الاكتشاف متوسط الحجم ويعكس نهجًا استراتيجيًا

في تعليقه على هذا التطور، قال الدكتور وائل حامد، خبير الغاز والطاقة، إن الاكتشاف يعد متوسط الحجم، إذ يعادل نحو 2.7 تريليون قدم مكعب من الغاز، ويقع ضمن سلسلة من الاكتشافات التي حققتها تركيا مؤخرًا في البحر الأسود.

أهمية الاكتشافات في البحر الأسود

أوضح حامد في تصريح خاص لنيوز رووم ،أن أهمية هذه الاكتشافات تتجلى في نقطتين رئيسيتين:
أولاً، التأكيد على أهمية منطقة البحر الأسود وما تحتويه من ثروات غير مكتشفة من النفط والغاز، إلى جانب الجهود التركية المستمرة للتنقيب فيها.
ثانيًا، مساهمتها المباشرة في تقليل اعتماد تركيا على واردات الغاز، حيث تعتمد أنقرة بنسبة تصل إلى 95% على الاستيراد، سواء من روسيا وأذربيجان وإيران عبر خطوط الأنابيب، أو من خلال شحنات الغاز الطبيعي المسال.

ورقة ضغط تفاوضية مع روسيا

وأشار الخبير إلى أن الظرف الحالي يمنح تركيا موقعا تفاوضيًا أقوى، خصوصًا مع قرب انتهاء تعاقداتها طويلة الأجل مع روسيا، والتي استمرت لنحو 25 عامًا. واعتبر أن أنقرة باتت في موقع يسمح لها بإعادة النظر في شروط التوريد المستقبلية، مدفوعة بما تملكه من احتياطات محلية متزايدة.

نشاط متزايد في شرق البحر المتوسط

وبالإضافة إلى نشاطها المكثف في البحر الأسود، كثفت تركيا من تحركاتها الاستكشافية في شرق البحر المتوسط خلال السنوات الماضية، في محاولة لتعزيز أمنها الطاقي واستكشاف موارد جديدة من الغاز الطبيعي. وقد أثار هذا التوسع التركي توترات إقليمية، خصوصًا مع اليونان وقبرص، بسبب تداخل مناطق الامتياز والتنقيب، إلا أن أنقرة استمرت في إرسال سفن التنقيب، مثل "أوروتش رئيس"، إلى تلك المياه، مؤكدة على حقها في استغلال الموارد ضمن ما تصفه بـ"الجرف القاري التركي".