في ذكرى سقوط القدس.. 88 عامًا شاهدة على جرائم الصليبيين وانتهاك المقدسات

يوافق اليوم، ذكرى سقوط بيت المقدس في أيدي الصليبيين، خلال الحملة الصليبية الأولى يوم 23 شعبان 492هـ "15 يوليو 1099"م، حيث استولى الصليبيون على القدس بعد حصار دام أكثر من أربعين يومًا، وانتهى بمجزرة مروعة راح ضحيتها عشرات الآلاف من المسلمين.
جاءت هذه الحملة استجابةً للدعوة التي أطلقها البابا أوربان الثاني عام 1095م في مجمع كليرمونت بفرنسا، والتي هدفت إلى انتزاع القدس وسائر الأراضي المقدسة من سيطرة المسلمين وإعادتها للحكم المسيحي.
سقوط القدس في يد الصليبيين
بعد ان سيطر الصليبيون على القدس، ارتكبوا مجزرة مروعة راح ضحيتها معظم سكان المدينة، عقب مذبحة مروعة بحق المسلمين، ووفقًا للمؤرخين، تحولت شوارع المدينة إلى أنهار من الدماء، إذ لم يسلم منها شيخ ولا طفل، وامتلأ الحرم القدسي بجثث القتلى حتى أن بعض الروايات تشير إلى أن الدماء بلغت الركب في ساحاته.
تغيير معالم مدينة بيت المقدس
وبعد فرض سيطرتهم على القدس، في 23 شعبان 492هـ، الموافق 15 يوليو 1099م، قام الصليبيون بتحويل مسجد قبة الصخرة إلى ما أطلقوا عليه "كنيسة السيد المسيح"، والمسجد الأقصى، قُسّم بين الاستخدامات الدينية والعسكرية، حيث تحول جزء منه إلى كنيسة.

بينما خُصص الجزء الآخر ليكون مقراً لفرسان "الداوية"، وبناء مستودعات للأسلحة، كما استُخدمت السراديب الواقعة أسفل المسجد الأقصى كمخابئ وإسطبلات للخيول، فيما يُعرف اليوم بـ"الأقصى القديم" و"المصلى المرواني".
احتلال صليبيي للقدس دام 88 عامًا
وأدى تدنيس المقدسات والدمار والمجازر التي خلفها الاحتلال الصليبي في القدس، إلى تحركات إسلامية لاستعادتها، وقاد عماد الدين زنكي، ومن بعده ابنه نور الدين، جهود التصدي للصليبيين، ومهدا الطريق للقائد صلاح الدين الأيوبي، الذي تمكن بعد 88 عامًا من الحكم الصليبي، من استعادة القدس عام 583هـ "1187م" عقب انتصاره الحاسم في معركة حطين.
ترميم المسجد الأقصى وتنظيفه
وبعد حصار دام 12 يومًا، دخل صلاح الدين القدس سلمًا، مخالفًا وحشية الصليبيين، ومنح سكانها الأمان، كما أعاد ترميم المسجد الأقصى وتنظيفه، وأعاد بناء المؤسسات الدينية، وأمر بتنظيف المسجد الأقصى وإعادته ليكون مركزًا للعبادة الإسلامية.