مركز ذكاء اصطناعي لردع الهجمات السيبرانية في ولفرهامبتون

في خطوة طموحة نحو مواجهة التحديات الرقمية المتزايدة، افتتحت جامعة ولفرهامبتون مركز ذكاء اصطناعي جديدًا يُتوقع أن يصبح "قوة رائدة" في مجال الذكاء الاصطناعي والمرونة السيبرانية، المركز، الذي يحمل اسم CYBRAI، يهدف إلى الجمع بين الأوساط الأكاديمية والصناعية والحكومية لمجابهة تصاعد الهجمات الإلكترونية وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.
دمج فريد بين الحماية والتطور
يؤكد البروفيسور زيشان برفيز، مدير مركز ذكاء اصطناعي ، أن هذه المبادرة تُعد الأولى من نوعها التي تدمج بين أبحاث الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي تحت مظلة واحدة، ويوضح: "تكمن مكانتنا في جمعنا لكليهما لأنهما يتكاملان معًا"، مشيرًا إلى أن المركز لا يركز فقط على التصدي للهجمات، بل على تسريع التعافي وتقليل الأضرار الناتجة عنها.
عالم رقمي تحت التهديد
تشير الإحصاءات الحديثة إلى أن 43% من الشركات و30% من المؤسسات الخيرية تعرضت لهجمات إلكترونية خلال العام الماضي، في حين تواجه المؤسسات الأوروبية ما يقارب 1300 هجوم أسبوعيًا، ويأتي هذا في وقت حذّر فيه مكتب التدقيق الوطني البريطاني من وجود "ثغرات كبيرة" في أنظمة تكنولوجيا المعلومات الحكومية.
وبحسب البروفيسور برفيز، فإن السؤال لم يعد ما إذا كانت الهجمات ستحدث، بل: "كيف نتعافى منها بسرعة؟"

الذكاء الاصطناعي.. صديق أم تهديد؟
يُعزز الذكاء الاصطناعي التحول الرقمي بوتيرة غير مسبوقة، إذ يشير مدير مركز ذكاء اصطناعي إلى أن تطبيق ChatGPT وصل إلى 100 مليون مستخدم في شهرين فقط، مقارنة بـ38 عامًا احتاجها الراديو لتحقيق نفس الرقم، هذه السرعة تُبرِز الحاجة إلى فهم أعمق لتأثيرات الذكاء الاصطناعي، إيجابية كانت أم سلبية.
موقع استراتيجي لرؤية مستقبلية
اختيار مدينة ولفرهامبتون لم يكن عبثيًا، بل جاء نتيجة تزايد عدد شركات تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني في منطقة ويست ميدلاندز، ويؤكد القائمون على المركز أن هذا التعاون بين الجامعات والقطاع الصناعي يمكن أن يكون نموذجًا يُحتذى به في المملكة المتحدة وخارجها.
مستقبل آمن وذكي
يبدو أن مركز ذكاء اصطناعي CYBRAI لا يهدف فقط إلى الدراسة والبحث، بل إلى لعب دور فعّال في صياغة سياسات الأمن الرقمي ومتابعة تأثيرات الذكاء الاصطناعي على المجتمعات، فهو بمثابة جسر بين الابتكار والحماية، وبين التقنية والإنسان.