اقتصادي: مؤشرات مقلقة على عودة أزمة الطاقة في مصر هذا الصيف رغم الاتفاق مع قطر

قال الخبير الاقتصادي أحمد جمال الدين إن الوضع الحالي في قطاع الطاقة المصري يشير إلى احتمال كبير لعودة أزمة تخفيف الأحمال خلال صيف 2025، رغم التحركات الحكومية لاستيراد الغاز المسال من قطر بعقود طويلة الأجل.
وأوضح جمال الدين، في تصريحات لـ"نيوز رووم "، أن "توقيع اتفاقيات طويلة الأجل مع الدوحة خطوة إيجابية من حيث تأمين الإمدادات بأسعار أقل نسبيًا، لكن لا يمكن التعويل عليها وحدها لتغطية فجوة الإمداد المتوقعة خلال الأشهر الحارة المقبلة، خاصة أن الشحنات لن تصل بشكل فوري، كما أن عملية التغويز تعاني من قيود لوجستية تتطلب أربع سفن بينما المتاح فعليًا حتى الآن سفينتان فقط."
وأشار الخبير إلى أن "الطلب على الكهرباء سيرتفع مع دخول الصيف، فيما تعاني مصر من عدة ضغوط مجتمعة، أبرزها تراجع واردات الغاز الإسرائيلي، وارتفاع أسعارها بنسبة 25%، في ظل غياب أي زيادات ملموسة في الإنتاج المحلي".
وأضاف: "السماح للشركات الأجنبية بتصدير جزء من حصصها من الغاز عبر محطات الإسالة، في مقابل تسوية مستحقاتها المتأخرة، يُضعف المعروض للسوق المحلية، ما يهدد استقرار الإمدادات."
و أشار جمال الدين إلى أن "التحدي لا يقتصر على الطاقة وحدها، بل يمتد إلى الجانب التمويلي، حيث إن تكلفة استيراد الغاز والتغويز باتت عبئًا إضافيًا على الموازنة العامة، في ظل محدودية النقد الأجنبي وارتفاع أسعار الشحن عالميًا."
وأوضح أن "خفض إمدادات الغاز للمصانع كثيفة الاستهلاك بنسبة 10% منذ نهاية أبريل مؤشر صريح على بدء تطبيق سياسات تقشفية للطاقة، وهو ما قد يؤثر سلبًا على نمو القطاع الصناعي، خاصة في ظل تكرار سيناريو العام الماضي".
وأكد الخبير الاقتصادى على أهمية وجود خطة طوارئ واضحة تضمن التوازن بين التصدير وسد احتياجات السوق المحلي، إضافة إلى الإسراع في تنويع مصادر الطاقة واستكمال مشروعات الطاقة المتجددة لتقليل الاعتماد على الغاز في إنتاج الكهرباء.
وكانت وزارة البترول قد أكدت في بيان سابق،إن هناك مناقشات حول حصول القاهرة على الغاز القطري، من خلال مباحثات عقدها وزير البترول كريم بدوي ووزير الدولة لشؤون الطاقة القطري سعد شريدة الكعبي، ولم يتطرق البيان إلى تفاصيل بشأن عدد الشحنات أو إطارها الزمني.