فنان يحوّل حاويات شحن إلى أعمدة ذهبية بالشوارع بمهرجان فييستا بفرنسا

حوّل الفنان الإسباني SpY حاويات شحن صناعية إلى أعمدة ذهبية ضخمة، ليقدّم عملًا فنيًا ملفتًا للنظر في قلب مدينة ليل الفرنسية، ضمن فعاليات مهرجان فييستا، وبفضل هذه الرؤية الإبداعية، أصبح الشارع الرئيسي في المدينة لوحةً فنيةً مبهرة، تجمع بين الجمال البصري والرسائل الرمزية العميقة.
تحويل حاويات شحن إلى أيقونة فنية
لطالما كانت الأعمدة رمزًا للقوة والثبات والدعم في الثقافات القديمة، من العمارة الإغريقية إلى الرومانية، ولكن SpY أعاد صياغة هذا الرمز بأسلوبه الخاص، بدلاً من استخدام الرخام أو الجرانيت، اختار الفنان الإسباني استخدام حاويات الشحن الصناعية، وهي مواد نفعية ترتبط بالتصنيع والنقل والاقتصاد العالمي، ليحولها إلى أعمدة عملاقة مطلية بالذهب، فتنتقل من كونها أدوات عملية إلى كائنات فنية مهيبة.

رسالة مزدوجة: الفن والاستهلاك
بهذا العمل، لا يقدم SpY مجرد منحوتة ضخمة، بل يطرح تساؤلات حول الاستهلاك العالمي، ودور الفن في تسليط الضوء على هذه الظواهر، تمثل حاويات شحن الذهبية، التي باتت تزيّن أحد أكثر الشوارع ازدحامًا في مدينة ليل، تذكيرًا صارخًا بدورة الاستهلاك ونقل البضائع، والتي تُعتبر جزءًا أساسيًا من الحياة المعاصرة.
ووسط هذه الأعمدة الضخمة - حاويات شحن -، يُجبر المارة على إعادة التفكير في معنى الأشياء التي يرونها كل يوم: هل هذه الأعمدة رمز للقوة الاقتصادية؟ أم تذكير ساخر بثقل الرأسمالية؟ في كلتا الحالتين، يُعيد هذا العمل تعريف الفن العام في الفضاء الحضري.


تعليق سياسي واجتماعي عبر الفن
عمل SpY يتجاوز الجانب الجمالي، إذ ينطوي على تعليق سياسي واجتماعي واضح، يتزامن هذا التركيب الفني مع تحولات عالمية في التجارة، بما في ذلك تأثير القرارات السياسية مثل فرض الرسوم الجمركية من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما أثّر على حركة البضائع الدولية، ومنها تلك التي تُنقل بـ حاويات شحن تلك وذلك وفقا لتقرير “My Modern Met ”.
وبهذا، تصبح الأعمدة الذهبية أكثر من مجرد تركيبة بصرية؛ إنها أيضًا مرآة للوضع الاقتصادي والسياسي العالمي، وتذكير بأن الفن يمكن أن يكون أداة للتفكير والنقاش، لا مجرد زينة.

من الشوارع إلى صالات الفن: أسلوب SpY المميز
لا تُعد هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها SpY عناصر الحياة اليومية لإيصال رسائله. فقد سبق له أن استخدم لافتات المرور، وأشرطة الحواجز، وأعمدة الإنارة، وغيرها من الأدوات الحضرية، لتحويل المساحات العامة إلى منصات للتأمل والنقد.
خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، تناولت أعماله قضايا مثل أزمة النفط، وتغيّر المناخ، والهجرة، باستخدام أسلوب بصري بسيط لكن صادم. يجمع SpY بين السخرية والذكاء البصري، ليُثبت أن الأشياء "العادية" يمكن أن تتحول إلى أعمال فنية ذات بعد فكري عميق.

